للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ولو جنى هذا المعتَق فعقل جنايته تكون عليه أي على نفسه ولا يكون على بيت المال؛ لأنّ له وارثًا معروفًا وهو المعتق وإن كان المعتق لا يستحق ميراثه لأجل الرّق وهو الصحيح.

وذكر فيها أيضًا في أوّل فصل المعاقل ذكر شمس الأئمة الحلواني: (١) قال: هذا فصل أي حكم المعاقل اختلف فيه المتأخرون (٢)، قال بعضهم: لا عاقلة للعجم، وهو قول الفقيه البلخي (٣) وأبي جعفر الهندواني؛ لأن العجم لم يحفظوا أنسابهم ولا يتناصرون فيما بينهم وليس لهم ديوان، وتحمل الجناية عن الغير عرف بخلاف القياس في حقّ العرب فإنهم لم يضيّعوا أنسابهم ويتناصرون فيما بينهم فلا يلحق بهم العجم.

وقال بعضهم: للعجم عاقلة عند التناصر والمقاتلة مع البعض لأجل البعض نحو الأساكفة (٤) والصفارين (٥) بمرو (٦) ودرب الخشابين (٧) وكلاباد ببخارى (٨)؛ فإذا قتل واحد خطأ ووجبت الدية فأهل محلة القاتل ورستَاقِه (٩) عاقلته، وكذلك طلبة العلم، وهو اختيار شمس الأئمة الحلواني وكثير من المشائخ.


(١) هو: عبد العزيز بن أحمد بن نصر بن صالح الحلواني الملقب شمس الأئمة من أهل بخارى إمام أصحاب أبي حنيفة بها في وقته، حدث عن أبي عبد الله غنجار البخاري، تفقه على القاضي أبي علي الحسين بن الخضر النسفي، روى عنه أصحابه مثل أبي بكر محمد بن أحمد بن أبي سهل السرخسي شمس الأئمة وبه تفقه وعليه تخرج وانتفع، وأبي بكر محمد بن الحسن بن منصور النسفي وأبي الفضل بكر بن محمد بن علي الزرنجري وهو آخر من روى عنه وتفقه عليه أيضا عبد الكريم بن أبي حنيفة الأندقي، ومن تصانيفه: المبسوط، توفي سنة ثمان أو تسع وأربعين وأربعمائة بكش وحمل إلى بخارى ودفن فيها. ينظر: الجواهر المضية (١/ ٣١٨)، تاج التراجم (ص: ١٨٩).
(٢) المتأخرون: سبق ص ٣٥.
(٣) هو: أبو بكر بن أحمد بن علي بن عبد العزيز البلخي الأصل السمرقندي عرف بالظهير تفقه على علي بن محمد الإسبيجابي بعد الخمسمائة ودرس بمراغه وقدم حلب أيام نور الدين محمود بن زنكي ثم توجه إلى دمشق ودرس بها بمسجد حانون وغيره، فقيه مفتي على مذهب أبي حنيفة، وله كتاب ألفه في شرح الجامع الصغير، ووقف كتبه على النورية بحلب سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة وفى هذه السنة مات بدمشق. ينظر: الجواهر المضية (٢/ ٢٧١)، تاج التراجم (ص: ٣٣٣).
(٤) الأسكف، بالفتح على أفعل، والإسكاف بالكسر، والأسكوف بالضم، واقتصر عليهما الجوهري. والسكاف كشداد، والسيكف كصيقل، لغات أربعة: الخفاف وجمع الإسكاف: الأساكفة. أو الإسكاف عند العرب: كل صانع سوى الخفاف فإنه الأسكف كأحمد، وذلك إذا أرادوا معنى الإسكاف في الحضر، نقلها ابن الأعرابي وقال شمر: رجل إسكاف وأسكوف: للخفاف. أو الإسكاف: النجار؛ قاله أبو عمرو، والإسكاف: الصانع أيًّا كان. ينظر: تاج العروس من جواهر القاموس (٢٣/ ٤٥٠)، المحكم والمحيط الأعظم (٦/ ٧٢٦).
(٥) الصفارين: هي سوق عظيمة ممتدة مع جدار المسجد القبلي من أحسن أسواق دمشق، وبموضع هذه السوق كانت دار معاوية بن أبي سفيان- رضي الله عنه -ودور قومه، وكانت تسمى الخضراء فهدمها بنو العباس، وصار مكانها سوقا. ينظر: رحلة ابن بطوطة (١/ ٣١١).
(٦) مرو: هي أشهر مدن خراسان وقصبتها، نصّ عليه الحاكم أبو عبد الله في تاريخ نيسابور. ينظر: معجم البلدان (٥/ ١١٢، ١١٣).
(٧) هو سوق الخلعيين: هذه السوق فيما بين قيسارية الفاضل، وبين باب زويلة الكبير، وكان يعرف قديما بالخشابين، وعرف اليوم بالزقيق تصغير زقاق، وعرف أيضا بسوق الخلعيين. ينظر: المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار (٣/ ١٨٨).
(٨) بخارى: بالضم: من أعظم مدن ما وراء النهر وأجلّها، يعبر إليها من آمل الشط، وكانت قاعدة ملك السامانية. ينظر: معجم البلدان (١/ ٣٥٣).
(٩) الرستاق: الرستاق فارسي معرب؛ والصحيح: رزداق أو رسداق؛ والجمع الرساتيق؛ وهي البيوت المجتمعة في السواد. ينظر: الفتاوى الهندية (٦/ ٨٤)، الصحاح (٤/ ١٤٨١)، لسان العرب (١٠/ ١١٦).