للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَذَكَرَ شَمْسُ الْأَئِمَّةِ الْحُلْوَانِيُّ الْخِلَافَ فِي الْأَفْضَلِ حَتَّى لَوْ فَعَلَ كَمَا هُوَ مَذْهَبُنَا لَا بَأْسَ بِهِ عِنْدَ الشَّافِعِيِّ وَلَوْ فَعَلَ كَمَا هُوَ مَذْهَبُهُ لَا بَأْسَ بِهِ عِنْدَنَا كَذَا فِي " الْمُحِيطِ " (١).

قوله -رحمه الله-: (وَلَا يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِلَّا فِي التَّكْبِيرَةِ الْأُولَى) (خِلَافًا لِلشَّافِعِيِّ)،

وَقَالَ الشَّافِعِيُّ -رحمه الله-: (يَرْفَعُ يَدَيْهِ عِنْدَ الرُّكُوعِ وَعِنْدَ رَفْعِ الرَّأْسِ مِنَ الرُّكُوعِ) (٢) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ، وَعِنْدَ السُّجُودِ يَرْفَعُ الْيَدَ أَيْضاً (٣) قَالُوا قَدْ صَحَّ «أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ عِنْدَ كُلِّ تَكْبِيرَةٍ» (٤).

وَفِي الْمَسْأَلَةِ حِكَايَةً؛ فَإِنَّ الْأَوْزَاعِيَّ لَقِيَ أَبَا حَنِيفَةَ (رَحِمَهُمَا اللَّهُ فِي الْمَسْجِدِ/ الْحَرَامِ فَقَالَ مَا بَالُ أَهْلِ العراق لَا يَرْفَعُونَ أَيْدِيهِمْ عِنْدَ الرُّكُوعِ، وَعِنْدَ رَفْعِ الرَّأْسِ مِنَ الرُّكُوعِ، وَقَدْ حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ عَنْ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ «أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ عِنْدَ الرُّكُوعِ وَعِنْدَ رَفْعِ الرَّأْسِ مِنْهُ»؟ (٥) فَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ) -رحمه الله- (٦) حَدَّثَنِي حَمَّادٌ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ -رضي الله عنه- «أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ عِنْدَ تَكْبِيرَةِ الافْتِتَاحِ، ثُمَّ لَا يَعُودُ» (٧).


(١) "المحيط البرهاني لإبن مازة " (١/ ٣٦٦).
(٢) "الأم" (١/ ١٠٣).
(٣) في (ب): (أصلا).
(٤) رواه ابن ماجة من حديث ابن عباس (١/ ٢٨١) حديث رقم (٨٦٥) وصححه الألباني في "صحيح وضعيف سنن ابن ماجة (١/ ٧).
(٥) أخرجه مالك، عن الزهري به في "الموطأ" (٢/ ١٠٢)، كتاب الصلاة، باب افتتاح الصلاة، حديث (٢٤٥)، وأخرجه الشافعي عن سفيان، عن الزهري به في"مسنده" (١/ ٢٥٤)، كتاب الصلاة، باب رفع اليدين في الصلاة، حديث (١٩٦)، وأخرجه الحميدي، عن الزهري به في"مسنده" (١/ ٥١٥)، حديث (٦٢٦).
(٦) ساقطة من (ب).
(٧) أخرجه أحمد في: مسنده" (٦/ ٢٠٣)، حديث (٣٦٨١)، وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (٩/ ٢٦١)، حديث (٩٣٠٠)، وأخرجه أبو داود في "سننه"ص ١٠٢، كتاب الصلاة، باب من لم يذكر الرفع عند الركوع، حديث (٧٤٨)، وأخرجه الترمذي في"سننه" (١/ ٣٤٣)، أبواب الصلاة، باب ما جاء أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يرفع إلا في أول مرة، حديث (٢٥٧)، وأخرجه النسائي في "سننه الصغرى" (٢/ ٥٤٠)، كتاب الصلاة، باب الرخصة في ترك ذلك، حديث (١٠٥٧). وقال أبو داود: (وليس هو بصحيح على هذا اللفظ).