للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قوله: مثل مؤخرة الرحل بضم الميم وكسر الهاء لغة في آخرته، وهي الخشبة العريضة التي تحاذي رأس الراكب، وتشديد الخاء خطأ. كذا في «المغرب» (١).

فمؤخرة الرحل جاز أن تكون مقدار الذراع (٢).

وذكر في مبسوط شيخ الإسلام من حديث عون بن أبي جحيفة رحمه الله (٣) أن النبي عليه السلام ركز عنزة (٤). وقال: مقدار العنزة إنما يكون طول ذراع.

قوله رحمه الله: وبه ورد الأثر، وهو ما روي عن المقداد رضي الله عنه قال: ما صلى رسول الله عليه السلام إلى شجرة ولا إلى عود، ولا إلى عمود إلا جعله على حاجبه (٥) الأيمن، ولم يصمده صمدًا (٦). كذا في «الجامع الصغير» لفخر الإسلام، أي: لم يقصده قصدًا بالمواجهة إلى عَنزةٍ بالتنوين (٧)؛ لأنها اسم جنس نكرة، وهي شبه العكازة، وهي عصا ذات زج. كذا في «المغرب» (٨) الزج الحديدة التي في أسفل الرمح، ويعتبر الغرز دون الإلقاء والخط.

وفي مبسوط شيخ الإسلام (٩): إنما يغرز إذا كانت الأرض رخوًا، فأما إذا كانت الأرض صلبةً لا يمكنه الغرز، فإنه يضع وضعًا؛ لأن الوضع قد روي كما روي الغرز لكن يضع طولًا لا عرضًا؛ ليكون على مثال الغرز، فإن لم يكن معه خشبة أو شيء يضع هل يخط خطًّا، والخط ليس بشيء هكذا روي عن محمد رواه عصمة، وقال الشافعي رحمه الله: بأنه يخط خطًّا (١٠)، وبه قال بعض مشايخنا المتأخرين، فقالوا: يخط خطًّا طولًا لا عرض إلا أنا نقول: بأن الخط لا يعتبر حائلًا بينه وبين المار فيكون وجوده وعدمه بمنزلة (١١).


(١) / ٣٢.
(٢) يُنْظَر: العناية شرح الهداية: ١/ ٤٠٧.
(٣) هو: عون بن أبى جحيفة واسم أبي جحيفة وهب السوائي، من أهل الكوفة. يروي عن أبيه وعمرو بن ميمون والمنذر بن جرير، روى عنه الثوري وشعبة. مات في ولاية خالد على العراق.
(ثقات ابن حبان: ٥/ ٢٦٣)، و (التاريخ الكبير: ٧/ ١٥)، و (الجرح والتعديل: ٦/ ٣٨٥).
(٤) رواه ابن خزيمة في صحيحه وصححه. كتاب الصلاة، باب ذكر خبر روي عن مرور المصلي (٨٤١ – ١/ ٤٢٦).
(٥) في (ب): جانبه
(٦) رواه أبو داود في سننه (٦٩٣)، كتاب الصلاة، باب إذا صلى إلى سارية أو نحوها أين يجعلها منه. وأحمد في مسنده (٢٣٨٧١ – ٦/ ٤).
(٧) يُنْظَر: العناية شرح الهداية: ١/ ٤٠٧.
(٨) / ٨٥.
(٩) يُنْظَر: المَبْسُوط للِسَّرَخْسِي: ١/ ٣٤٩.
(١٠) ساقط من (ب). (هكذا روي عن محمد رواه عصمة، وقال الشافعي رح: بأنه يخط خطًّا)
(١١) يُنْظَر: العناية شرح الهداية: ١/ ٤٠٨.