للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(وهو المأخوذ وللاحتياط) (١) فإنّها إن كانت عند الآية الثانية لم يجز (٢) تقديمها (٣)، وإن كانت عند الأولى جاز تأخيرها إلى الآية الثانية، فكان فيما قلنا: خروج عن العهدة بيقين (٤).

قوله: (والسجدة [واجبة] (٥) في هذه المواضع) (٦)، وقال الشافعي (٧): ليست بواجبة، بل هي سُنة، وهذا هو بيان الصفة احتج الشافعي -رحمه الله- بأن رجلًا تلا عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلم يسجد لها الرجل، فلم يسجدها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[وقال: «كنت إمامنا لو سجدت لسجدنا» (٨)، وروي أن عمر - رضي الله عنه - (٩) قال في خطبته، وقد تلا سجدة] (١٠) فاشرأب (١١) الناس للسجود فقال: «على رسلكم، فإن هذا شيء لم يُكتب عليكم» (١٢)،

[١٣١/ ب] ولأصحابنا حديث أبي/ هريرة (١٣) أنَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا تلا ابن آدم آية السجدة، فسجد اعتزل الشيطان يبكي، فيقول: أُمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة، وأُمرت بالسجود فلم أسجد فلي النار» (١٤).


(١) ينظر: الهداية شرح البداية: ١/ ٧٨.
(٢) في (ب): "يجب".
(٣) في (ب): "تعجيلها".
(٤) ينظر: العناية شرح الهداية ٢/ ١٢، ١٣، المبسوط للسرخسي: ٢/ ١١.
(٥) [ساقط] من (ب).
(٦) ينظر: الهداية شرح البداية: ١/ ٧٨.
(٧) ينظر: أسنى المطالب في شرح روض الطالب ١/ ١٩٦.
(٨) أخرجه ابن أبي شيبة في «مصنفه» (١/ ٣٧٩ – رقم ٤٣٦٣)، من حديث زيد بن أسلم رضي الله عنه. قال المباركفوري في (تحفة الأحوذي: ٣/ ١٣٩): رجاله ثقات إلا أنه مرسل.
(٩) عمر بن الخطاب بن نفيل القرشي العدوي، أبو حفص أمير المؤمنين، ولد بعد الفيل بثلاث عشرة سنة. أسلم بمكة قديمًا، وهاجر إلى المدينة قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وولي الخلافة عشر سنين وخمسة أشهر، وقتل يوم الأربعاء لأربع بقين من ذي الحجة وهو أول من اتخذ الدِّرَّة (سوطه الذي يضرب به). ينظر: الثقات لابن حبان: ٢/ ١٩٠، التاريخ الكبير: ٦/ ١٣٨، الإصابة في تمييز الصحابة: ٤/ ٥٨٨.
(١٠) ما بين المعكوفين ساقط من (ب).
(١١) اشرأبّ: ارتفع وعلا، وكل رافع رأسه مشرئب. (لسان العرب: ١/ ٤٩١ - مادة "شرب").
(١٢) أخرجه مالك في «الموطأ» ت الأعظمي (٢/ ٢٨٨ - رقم ٧٠١)، والبيهقي في «سننه الكبرى» (٣/ ٢١٣ - رقم ٥٥٨٧) من حديث عروة بن الزبير. قال ابن الملقن: أثر صحيح. ينظر: البدر المنير: ٤/ ٢٧٩.
(١٣) عبد الرحمن بن صخر الدوسي، الملقب بأبي هريرة: صحابي، كان أكثر الصحابة حفظًا للحديث ورواية له. نشأ يتيمًا ضعيفًا في الجاهلية، وقدم المدينة ورسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر، فأسلم سنة ٧ هـ، ولزم صحبة النبي، فروى عنه ٥٣٧٤ حديثًا، وتوفي في المدينة سنة ٥٩ هـ. يتظر: الإصابة في تمييز الصحابة: ٤/ ٣١٦، تهذيب التهذيب: ١٢/ ٢٣٧، تهذيب الكمال: ٣٤/ ٣٦٦.
(١٤) أخرجه مسلم في «صحيحه» (١/ ٨٧)، كتاب الإيمان، باب بيان إطلاق اسم الكفر على من ترك الصلاة، رقم (٨١).