للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذكر شيخ الإسلام: لو سمع أنه سجد التلاوة من مجنون، أو نائم، أو طير لا يلزمه السجدة؛ لأنّ سبب الوجوب سماع تلاوة صحيحة، وصحة التلاوة بالتفرقة والتمييز، ولم يوجد، وإذا لم يوجد شرط صحة التلاوة لم يوجد السماع لتلاوة صحيحة (١).

قوله: (سجدها هو الصحيح) (٢) احتراز عن قول بعضهم حيث قالوا: لا يسجدها على قولهما خلافًا لمحمد (٣).

وفي «المحيط» (٤): أنه يلزمه، فقيل: هو قول محمد، ولئن كان قول الكل، فالحجر ثبت في حق المقتدي فلا يعدوهم، وإن سمعوا وهم في الصلاة من رجل ليس في الصلاة لم يسجدوها في الصلاة؛ لأنها ليست بصلاتية؛ لأن تلك التلاوة ليست من أفعال الصلاة حتى يكون السجدة صلاتية، فيكون إدخالها في الصلاة منهيًّا، وهي وجبت كاملة، فلا يتأدّى بالمنهي، ويجب عليهم السجود لهذه التلاوة [لصحة التلاوة] (٥) من غير حجر (٦). كذا في «المحيط» (٧).

لكن مع هذا لو سجدوا في الصلاة لا تفسد صلاتهم؛ لأنّ السّجدة من أفعال الصلاة في ذاتها فلا يكون مفسدة، وذكر في «النوادر»: أنها تفسد، قيل: ما ذكر في «النوادر» جواب القياس (٨).

(وهو قول محمد) (٩)، وما ذكر هنا جواب الاستحسان، وهو قولهما بناء على أنّ زيادة ما دون الركعة عندهما لا يوجب فساد الصلاة، وعلى قول محمّد زيادة السجدة تفسد الصلاة وهذا بناء على اختلافهم في سجدة الشكر عند محمد مسنونة، وعند أبي حنيفة، وإحدى الروايتين عن أبي يوسف غير مسنونة؛ لأنها ليست بعبارة مقصودة، وإنما هي بمنزلة [الركوع و] (١٠) القيام، والصحيح: أنه لا تفسد به الصلاة؛ لأنهم ما تركوا الصلاة، ولا آتوا بما ينقصها. كذا في «الجامع الصغير» لقاضي خان (١١).

(فدخل معه بعدما سجدها الإمام لم يكن عليه أن يسجدها) (١٢) في الصلاة؛ كيلا يصير مخالفًا للإمام، وليس عليه أن يسجدها بعد الفراغ من الصلاة أيضًا قالوا: تأويل هذه المسائل إذا أدرك الإمام في آخر تلك الركعة؛ لأنّه متى أدرك الإمام في آخر تلك الركعة يصير مدركًا الركعة من أوّلها، فيصير مدركًا للقراءة، وما تعلّق بالقراءة من السجدة.


(١) شرح فتح القدير: ٢/ ١٥.
(٢) ينظر: الهداية شرح البداية: ١/ ٧٨.
(٣) ينظر: العناية شرح الهداية ٢/ ١٦.
(٤) ينظر: المحيط البرهاني: ٢/ ٦٨.
(٥) ما بين معكوفين ساقط من (أ).
(٦) في (ب): "عجز".
(٧) ينظر: المحيط البرهاني: ٢/ ٦٨.
(٨) ينظر: المرجع السابق.
(٩) ينظر: الهداية شرح البداية: ١/ ٧٩.
(١٠) ما بين معكوفين ساقط من (ب).
(١١) ينظر: العناية شرح الهداية ٢/ ١٧.
(١٢) ينظر: الهداية شرح البداية: ١/ ٧٩.