للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[١٤٧/ ب] وقال في «الفوائد الظهيرية»: في هذا نظر؛ لأن الأمر باللام إنما يكون في المغايبة لا في المخاطبة، وهذا مخاطبة لكن/ رُوي في قراءة النبي -صلى الله عليه وسلم- فبذلك (فلتفرحوا) بتاء الخطاب، فيحمل هذا على ذلك الوجه أو جعل الأخبار من الآمر مجازًا؛ لأنه يستفاد معنى الوجوب من الأخبار أيضًا لما عرف، ويستحّب في يوم الفطر أن يطعم إلى آخره (١).

وفي «الخلاصة»: ويستحبّ لمن أصبح في يوم الفطر ستة أشياء: أن يغتسل، ويستاك، ويذوق شيئًا، ويلبس أحسن ثيابه جديدًا كان أو غسيلًا، ويمسّ طيبًا، ويخرج [صدقة الفطر] (٢) إن كان غنيًا، وكذا في عيد الأضحى غير أنّ الأدب في عيد الأضحى أن لا يذوق إلى وقت الفراغ من الصلاة (٣).

[وفي «التجنيس»] (٤): ويستحب أن يخرج يوم العيد من طريق، ويرجع من طريق آخر؛ لأن مكان القربة تشهد لصاحبها ففيما قلناه تكثير الشهود (٥).

(ولا يكبّر عند أبي حنيفة -رحمه الله- في طريق المصلي) (٦) أي: لا يكبّر عنده جهرًا في الطريق الذي يخرج منه إلى عيد الفطر هكذا صرّح المصنّف بالجهر في «التجنيس»، وكذلك في «مبسوط شيخ الإسلام»، و «تحفة الفقهاء»، و «زاد الفقهاء»، و «الخلاصة» مقيَّدًا بالجهر، وفي تعليل أبي حنيفة في الكتاب أشار [أيضًا] (٧) إلى هذين القيدين، وهما الجهر، وطريق الخروج إلى عيد الفطر، وأمّا [في عيد] (٨) الأضحى فإنّهم اتفقوا على أنّه يجهر بالتكبير في طريق المصلى (٩).


(١) قال القرطبي: وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ "فَبِذَلِكَ فَلْتَفْرَحُوا" بالتاء؛ وهي قراءة يزيد بن القعقاع ويعقوب وغيرهما؛ … وهاهنا قال تبارك وتعالى: {فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا}؛ أي: بالقرآن والإسلام فليفرحوا؛ فقيد. قال هارون: وفي حرف أُبي "فبِذلِك فافرحوا". قال النحاس: سبيل الأمر أن يكون باللام ليكون معه حرف جازم كما أن مع النهي حرفا؛ إلا أنهم يحذفون، من الأمر للمخاطب استغناء بمخاطبته، وربما جاؤوا به على الأصل؛ منه "فبذلك فلتفرحوا". {هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} يعني: في الدنيا. وقراءة العامة بالياء في الفعلين؛ وروي عن ابن عامر أنه قرأ "فَلْيَفْرَحُوا" بالياء "تجمعون" بالتاء خطابا للكافرين. وروي عن الحسن أنه قرأ بالتاء في الأول؛ و"يَجْمَعُونَ" بالياء على العكس. ينظر: الجامع لأحكام القرآن: ٨/ ٣٥٤.
(٢) في (ب): " صدقته ".
(٣) ينظر: المبسوط للسرخسي: ٣/ ١٨٣.
(٤) [ساقط] من (ب).
(٥) ينظر: تبيين الحقائق: ١/ ٢٢٥، الجوهرة النيرة: ١/ ٩٣.
(٦) ينظر: الهداية شرح البداية: ١/ ٨٤، ٨٥.
(٧) [ساقط] من (ب).
(٨) في (ب): "عند"
(٩) ينظر: العناية شرح الهداية ٢/ ٧٢، تحفة الفقهاء: ١/ ١٧٠، البحر الرائق: ٢/ ١٧٢.