للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[١٤٨/ ب] وأمّا عمل العامة،/ فكان منصرفًا إلى ما فسّرنا من روايتي ابن عباس، أعني رواية: ثلاثة عشرة تكبيرة، ورواية: ثنتي عشرة تكبيرة بأنّ الزوائد في الأولى عشرة، وفي الثانية -[أي: الرواية الثانية]-[تسع] (١)، فكان خمسًا خمسًا، أو خمسًا أربعًا، وحاصله: أنّا فسرنا روايتي ابن عباس بهذا الذي ذكرنا، وهو أن الأصليات من جملة ثلاث عشرة تكبيرة أو ثنتي عشرة تكبيرة، فوقع عمل العامة [اليوم] (٢) على تفسيرنا هذا، وعنده تفسير الروايتين بأن الأصليات ما وراء تينك الروايتين، وهو عمل به، وأصحابه كما ذكر في «الخلاصة الغزالية»، وكان الذي فسر أولًا في الكتاب من روايتي ابن عباس بقوله (٣).

(وقال ابن عباس … إلى آخره) (٤) تفسير مشايخنا لروايتي ابن عباس، وعليه عمل العامة، وما ذكر آخرًا بقوله: والشافعي -رحمه الله- أخذ بقول ابن عباس إلا أنّ (٥) حمل المروي إلى آخره، وكان تفسير الشافعي، وليس عليه عمل العامة فعُرف بهذا فساد [قول] (٦) من قال: إن الذي [عليه عمل] (٧) علمائنا (٨) اليوم هو مذهب الشافعي -رحمه الله-، بل يجب أن يقال: إن الذي عليه عمل علمائنا اليوم هو مذهب ابن عباس؛ لأن مذهب الشافعي لبس على ما عليه [عمل] (٩) علمائنا اليوم لما ذكرنا من بيان مذهبه (١٠).

وفي «المحيط» (١١): ثم عملوا برواية الزيادة في عيد الفطر، وبرواية النقصان في عيد الأضحى ليكون عملًا بالروايتين، وإنما اختاروا النقصان لعيد الأضحى؛ لاشتغال الناس بالقرابين فيه.

وفي «المبسوط» (١٢): وروي عن أبي حنيفة -رحمه الله-: أنه يسكت بين كلّ تكبيرتين بقدر ثلاث تسبيحات؛ لأن صلاة العيد تقام بجمع عظيم فلو والى بين التكبيرات يشتبه على من كان نائبًا عن الإمام، والاشتباه يزول بهذا القدر من المكث، ثم قال: هذا القدر ليس بلازم، بل يختلف ذلك بكثرة الزحام، وقلته؛ لأن المقصود إزالة الاشتباه عن القوم، وذلك يختلف بكثرة القوم، وقلّتهم، وليس بين التكبيرات ذكر مسنون عندنا، وعند أبي يوسف -رحمه الله- لا تُرفع اليد؛ لأن الرفع سنة الافتتاح، وهذه التكبيرات ليست مما (١٣) يفتتح بها ألا ترى أن تكبيرة الركوع منها، ولا ترفع فيها، وهي أصلية، ففي الزوائد أولى لكن القياس متروك بالأثر، كذا في «مبسوط فخر الإسلام» (١٤).


(١) [ساقط] من (أ).
(٢) [ساقط] من (أ).
(٣) ينظر: العناية شرح الهداية ٢/ ٧٦، ٧٧، الجوهرة النيرة: ١/ ٩٣، ٩٤.
(٤) ينظر: الهداية شرح البداية: ١/ ٨٥.
(٥) في (ب): "أنه".
(٦) [ساقط] من (ب).
(٧) في (ب): "يعمل".
(٨) في (ب): "علماؤنا".
(٩) [ساقط] من (ب).
(١٠) ينظر: العناية شرح الهداية ٢/ ٧٧، ٧٨.
(١١) ينظر: المحيط البرهاني: ٢/ ٢٠٢.
(١٢) ينظر: المبسوط للسرخسي: ٢/ ٦٩.
(١٣) في (ب): "ما".
(١٤) ينظر: العناية شرح الهداية ٢/ ٧٧.