للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طائفة من أهل الحقائق: إن الله -عز وجل- يحدث فعلًا يسميه إتيانًا؛ كما أحدث فعلًا سماه نزولًا بلا آلة ولا علة. ثم يذكر قولًا من اختياره إذ قال: ويحتمل أن يكون معنى الإتيان هاهنا راجعًا إلى الجزاء، فسمى الجزاء إتيانا كما سمى التخريب، والتعذيب في قصة نمرود إتيانًا. ثم يخلص إلى قول جمع فيه بين رأيه الأخير وقول أبي الحسن، قال: فمعنى الآية: هل ينظرون إلا أن يظهر الله -عز وجل- فعلًا من أفعاله مع خلق من خلقه، فيقصد إلى مجازاتهم (١).

ولا شك أن هذا تأويل فاسد بعيد، فيه نفي لصفة الإتيان والمجيء لله -سبحانه وتعالى- بما يليق بجلاله وعظمته.

ومن الأمثلة الأخرى أيضًا:

عند قوله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ} [البقرة: ١٨٦] قال: قال أهل المعاني: فيه إضمار، كأنه قال: فقل لهم؛ أو فأعلمهم (أني قريب) منهم بالعلم.

وهو يطلق بعض الألفاظ العقلية التي يكثر من إطلاقها الأشاعرة مثل: متمكن، متناهي، محدود، التي لم ترد في القرآن الكريم، ولا السنة المطهرة، ولا عن أحد من السلف الصالح.

وهناك جوانب أخرى تتعلق بعقيدة المصنف ستأتي إن شاء الله عند الكلام عن منهجه في تقرير مسائل العقيدة والرد على الفرق، والكلام


(١) انظر "المفسرون بين التأويل والإثبات في آيات الصفات" للدكتور محمد المغراوي ٢/ ٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>