للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٩ - قوله تعالى: {وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً}

سعة ونعمة {ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ} سلبناها منه {إِنَّهُ لَيَئُوسٌ} قنوط في الشدة، {كَفُورٌ} في النعمة (١).

١٠ - {وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ}

بعد بلاء أصابه {لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي} (زالت الشدائد عني) (٢) {إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ} أشر بطر، ثم استثنى فقال (٣):

١١ - {إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}

فإنهم إن نالتهم شدة وعسرة صبروا، وإن نالوا نعمة شكروا. {أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ} لذنوبهم {وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} وهو الجنة (٤)، وإنما


(١) قال نحوه ابن جريج، أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١٥/ ٢٥٦، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٦/ ٢٠٠٧.
(٢) ساقطة من (ن).
(٣) هذا على مذهب الفراء حيث جعله استثناء من الأول -من قوله الإنسان- فهو استثناء متصل.
وخالفه الأخفش والزجاج فقالا: ليس هذا استثناء من الأول وجعلوه خارجًا عن أول الكلام -والمعنى: ولكن الذين صبروا- وجعلوه استثناءً منقطعًا.
انظر: "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٣، "معاني القرآن" للأخفش ٢٨/ ٣٥٠، "إعراب القرآن" للنحاس ٣/ ٢٧٤، "إملاء ما من به الرحمن" للعكبري ٢/ ٦٩١، "زاد المسير" لابن الجوزي ٤/ ٨١، "الدر المصون" للسمين الحلبي ٦/ ٢٩٣.
(٤) قاله قتادة، أخرجه عنه ابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٦/ ٢٠٠٨، وأخرجه الطبري في "جامع البيان" ١٥/ ٢٥٧ عن ابن جريج.

<<  <  ج: ص:  >  >>