للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

واحدة، {وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ} ليختبركم وهو أعلم، وقد مضى معنى الابتلاء، {فِي مَا آتَاكُمْ} من الكتب، وبين لكم من الملل، فبين المطيع من العاصي، والموافق من المخالف، {فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ} فبادروا بالطاعات، وسارعوا إلى الأعمال الصالحات، {إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ}.

٤٩ - {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ}.

قال ابن عباس: قال كعب بن أسيد، وعبد الله بن صوريا، وشاس بن قيس بعضهم لبعض: اذهبوا بنا إلى محمد، لعلنا نفتنه عن دينه، فأتوه فقالوا: يا محمد قد عرفت أنَّا أحبار اليهود وأشرافهم، وإنا إن اتبعناك اتبعتنا اليهود، ولم يخالفونا، وإن بيننا وبين قومنا خصومة، فنحاكمهم إليك، فتقضي لنا عليهم، ونحن نؤمن لك ونصدقك، فأبى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك، وأنزل الله تعالى فيهم هذِه الآية (١).

{فَإِنْ تَوَلَّوْا} أعرضوا عن الإيمان والحكم بالقرآن، {فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ} أي: فاعلم أن إعراضهم من أجل أن الله يريد


(١) أخرجه ابن إسحاق، كما في "السيرة النبوية" لابن هشام ٢/ ٢١٦، والطبري في "جامع البيان" ٦/ ٢٧٣ (١٢١٥٠)، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ١١٥٤.
وانظرْ: "أسباب النزول" للواحدي (ص ٢٠٠)، والبيهقي في "دلائل النبوة" ٢/ ٥٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>