للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٣٦ - قوله عز وجل: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُور}

يعني عدد شهور "السنة {عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا} قراءة العامة بفتح العين والشين، وقراءة أبي جعفر {اثنا عشْر} بجزم العين (١).

وقرأ طلحة بن سليمان بسكون الشين (٢) {شَهْرًا} نصب على التمييز. وهي المحرم، وصفر، وشهر ربيع الأول، وشهر ربيع الآخر، وجمادى الأولى، وجمادى الآخرة، ورجب، وشعبان، وشهر رمضان، وشوال، وذو القعدة، وذو الحجة.

فأما المحرم؛ فسمي بذلك لتحريم القتال فيه، وسمّي صفرًا؛ لأن مكة تصفر من الناس فيه؛ أي: تخلو، وقيل: وقع فيه وجاء فاصفرّت وجوههم، وقال أبو عبيدة: سمي صفرًا لأنه صفرت فيه رِطَابُهُم من اللبن، وشهرا ربيع سمّيا بذلك لإنبات الأرض وإمراعها فيهما، وقيل: لارتباع القوم؛ أي إقامتهم، وجماديان سمّيا بذلك لجمود المياه فيهما (٣)، وسمي رجبًا؛ لأنهم كانوا يرجبونه؛ أي يعظمونه، يقال: رجَبْتُه ورجَّبتُهُ -بالتخفيف والتشديد-؛ إذا (٤) عظمته، قال الكميت:


(١) انظر: "الكنز" (ص ١٦٨)، "المبسوط في القراءات العشر" لابن مهران الأصبهاني (ص ١٩٤)، "الغاية" له أيضًا (ص ٢٦٨).
(٢) "البحر المحيط" لأبي حيان ٥/ ٤١، "الدر المصون" للسمين الحلبي ٦/ ٤٤، "إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي ٢/ ٩١.
(٣) في الأصل: فيها، والمثبت من (ت).
(٤) في (ت): أي.

<<  <  ج: ص:  >  >>