للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٥٢ - قوله -عزَّ وجلَّ-: {ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ}

أي: تركناكُم فلم نستأصلكم، من قوله -عليه السلام-: "أحفوا الشوارب وأعفوا اللحى" (١). وقيل: محونا ذنوبكم من قول العرب: عفت الريح المنازل فعفت (٢) {مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ} أي: من بعد عبادتكم العجل {لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} لكي تشكروا عفوي عنكم وصنيعي إليكم.

واختلف العلماء في ماهيّة (٣) الشكر:

فقال ابن عباس: هو الطاعة بجميع الجوارح لرب الخلائق في السر والعلانية (٤).


(١) متفق عليه من حديث ابن عمر: أخرجه مالك في "الموطأ" ٢/ ٩٤٧ (١) كتاب الشَّعر، باب السنة في الشعر، وابن أبي شيبة في "المصنف" ٨/ ٤٠٦ (٢٥٨٨٢)، وأحمد في "المسند" ٢/ ١٦، ٥٢، ١٥٦، (٤٦٥٤، ٥١٣٥، ٦٤٥٦)، والبخاري كتاب اللباس، باب تقليم الأظفار (٥٨٩٢)، ومسلم كتاب الطهارة، باب خصال الفطرة (٢٥٩)، وأبو داود كتاب الترجل، باب في أخذ الشارب (٤١٩٩)، والترمذي كتاب الأدب، باب ما جاء في إعفاء اللحية (٢٧٦٣، ٢٧٦٤)، والنسائي كتاب الطهارة، باب إحفاء الشارب وإعفاء اللحى ١/ ١٦، وفي كتاب الزينة، باب إحفاء الشارب ٨/ ١٨١ - ١٨٢، وأبو عوانة في "مسنده" ١/ ١٨٩، وابن حبان في "صحيحه" كما في "الإحسان" ١٢/ ٢٨٨، والبيهقي في "السنن الكبرى" ١/ ١٤٧، ١٥٠ - ١٥١، والبغوي في "شرح السنة" ١٢/ ١٠٧ (٣١٩٣).
(٢) "تهذيب اللغة" للأزهري ٣/ ٢٢٢ (عفا)، "البسيط" للواحدي ٢/ ٨٩٩، "لسان العرب" لابن منظور ٩/ ٢٩٤ (عفا).
(٣) أثبت من (ف)، (ت)، وفي (س)، (ج)، (ش): مائية.
(٤) ذكره أبو حيان في "البحر المحيط" ١/ ٣٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>