للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إبليس فأخذ من آدم (١) الأرض، من عذبها وملحها، فخلق منه آدم، فكل شيء خلقه من عذبها فهو سائر إلى السعادة وإن كان ابن كافرين، وكل شيء خلقه (٢) من ملحها فهو سائر إلى الشقاوة وإن كان ابن نبيين، قال: ومن ثم قال إبليس: {أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا} أي: هذِه الطينة أنا جئت بها، ومن ثم سمي آدم، لأنه خلق من أديم الأرض.

٦٢ - {قَالَ}

إبليس {أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ} أي: فضلته {عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} ولم تهلكني {لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا} أي: لأستولين على أولاده ولأحتوينهم ولأستأصلنهم بالإضلال (٣)، ولأجتاحنهم، يقال: احتنك فلان ما عند فلان من علم أو مال إذا استقصاه وأخذه كله، واحتنك الجراد الزرع، إذا أكله كله (٤)، قال الشاعر:

أشكو إليك سنة قد أجحفت ... واحتنكت أموالنا وجلّفت (٥)


= عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: بعث رب العزة .. إلخ، نحوه. "جامع البيان" ١٥/ ١١٦.
(١) عند الطبري: أديم.
(٢) ساقطة من (أ).
(٣) قال الطبري: يقول: لأستولين عليهم، ولأستأصلنهم ولأستملينهم.
(٤) ساقطة من (ز).
(٥) أورد الطبري في "جامع البيان" ١٥/ ١١٦ كما يلي:
نشكو إليك سنة قد أجحفت ... جهدًا إلى جهدبنا فأضعفت
واحتنكت أموالنا وجلّفت =

<<  <  ج: ص:  >  >>