للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٥٨ - {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا}

من غير أن عملوا ما أوجب إيذاءهم {فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا}.

قال الحسن وقتادة: إياكم وأذى المؤمنين (١) فإنه حبيب ربه، أحب الله فأحبه الله، وغضب لربه فغضب الله له، وإن الله يحوطه، ومؤذ من آذاه (٢).

وقال مجاهد: يقذفونهم ويرمونهم بغير ما عملوا.

قال مقاتل: نزلت في علي بن أبي طالب وذلك أن ناسًا من المنافقين كانوا يؤذونه ويسمعونه. وقيل في شأن عائشة.

وقال الضحاك والسدي والكلبي: نزلت في الزناة الذين كانوا يمشون في طرق المدينة يتتبعون النساء إذا تبرزن لقضاء حوائجهن،


= الخطاب - رضي الله عنه - ومن بعده من الأئمة يلعنون الكفرة في القنوت وغيره، فأما الكافر المعين فقد ذهب جماعة من العلماء إلى أنه لا يلعن لأنّا لا ندري بما يختم الله له، واستدل بعضهم بالآية {إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين}، وقالت طائفة أخرى: بل يجوز لعن الكافر المعين، واختاره الفقيه أبو بكر بن العربي المالكي ولكنه احتج بحديث فيه ضعف، واستدل غيره بقوله -عليه السلام- في قصة الذي كان يؤتى به سكران فيحده فقال رجل: لعنه الله ما أكثر ما يؤتى به، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تلعنه فإنه يحب الله ورسوله" فدل على أن من لا يحب الله ورسوله يُلعن والله أعلم. انظر: "تفسير القرآن العظيم" ٢/ ١٣٨.
(١) وردت هكذا في المخطوط، وهو خطأ، والصواب (المؤمن)، كما هو عند الطبري، وكما يقتضيه السياق.
(٢) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢٢/ ٤٥، عن قتادة.

<<  <  ج: ص:  >  >>