للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مروا بمجالس اللهو والباطل مروا كرامًا معرضين مسرعين.

يدل عليه ما روى إبراهيم بن ميسرة أن ابن مسعود - رضي الله عنه - مر بلهو مسرعًا فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنْ أَصْبَحَ ابن مسعود لكريمًا" (١).

وقال بعض (٢) أهل اللغة: أصله من قول العرب: ناقة كريمة وبقرة كريمة وشاة كريمة إذا كانت تعرض عند الحلب تكرّمًا كأنها لا تبالي بما يحلب منها (٣).

٧٣ - قوله عز وجل {وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا}

لم يقعوا ولم يسقطوا. {عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا} كأنهم صم وعمي، بل يسمعون ما يُذكّرون به فيفهمونه ويرون الحق فيتبعونه.

قال الفراء: ومعنى قوله: {لَمْ يَخِرُّوا} أي: لم يقيموا ولم يصروا، تقول العرب: شتمت فلانًا فقام يبكي، بمعنى: فظل وأقبل يبكي ولا قيام هناك ولعله بكى قاعدًا. وقعد فلانٌ يشتمني، أي: أقبل وجعل وصار يشتمني، وذلك جار على ألسن العرب (٤).


(١) أخرجه البستي في "تفسيره" (٥٢٤) (٧٠٥)، والطبري في "جامع البيان" ١٩/ ٥٠ وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٨/ ٢٧٣٨، (٢٧٣٩) جميعهم من طريق إبراهيم بن ميسرة به. وفي سنده انقطاع بين إبراهيم بن ميسرة وابن مسعود - رضي الله عنه - وذكره السيوطي في "الدر المنثور" ٥/ ١٤٨ وزاد نسبته لابن عساكر.
(٢) ساقطة من (م).
(٣) في الأصل جاءت هكذا: إذا كانت تعرض إلا عند الحلب ... إلا بما يحلب منها.
(بزيادة إلا في موضعين والصواب حذفهما كما في (م)، (ح).
(٤) انظر: "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٢٧٤، ونقله الطبري في "جامع البيان" عنه ١٩/ ٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>