للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥ - العناية بالجوانب البلاغيَّة:

يُعتبر علم البلاغة بأنواعه الثلاثة: البيان، والمعاني، والبديع، من العلوم التي لا غنًى للمفسِّر عنها، إذ به يتجلى بيان القرآن وفصاحته. ولذا يقول الزركشي عنه: وهذا العلم من أعظم أركان المفسِّر، فإنه لا بد من مراعاة ما يقتضيه الإعجاز، من الحقيقة والمجاز، وتأليف النظم، وأن يؤاخي بين الموارد، ويعتمد ما سيق له من الكلام حتى لا يتنافر، وغير ذلك ثم يقول: واعلم أنَّ معرفة هذِه الصناعة بأوضاعها هي عمدة التفسير، المطَّلع على عجائب كلام الله، وهي قاعدة الفصاحة، وواسطة عقد البلاغة، ولو لم يحبِّب الفصاحة إلا قول الله تعالى: {الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (٤)} (١) لكفى (٢).

وتفسير "الكشف والبيان" حوى مجموعةً من الأساليب والصور البلاغية الجميلة التي ازدان بها الكتاب، فقد كان الإمام الثعلبي حريصًا على إظهار إعجاز القرآن بما حواه من فصاحة في الأسلوب، وبلاغة في التركيب، وكان هذا المنهج واضحًا في تناوله لمفردات الآيات وتركيبها. ولذلك كان من ضمن مصادر كتابه التي ذكرها كتاب "مجاز القرآن" لأبي عبيدة الذي يعده عدد من العلماء أول من ألَّف في علم البيان. كما اعتمد ضمن مصادره كتاب "نظم القرآن" لأبي على الجرجاني، ولذا اعتنى في تفسيره بنظم القرآن في


(١) سورة الرحمن: (١ - ٤).
(٢) "البرهان في علوم القرآن" ١/ ٣٨٧، ٣٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>