للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العباد ما يشاءون على معاصيهم، فإنما ذلك استدراج منه لهم". ثم تلا هذِه الآية: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا} الآية (١).

٤٦ - {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ}:

فذهب بها (٢) {وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ}: فطُبع عليها، حتى لا تفقهوا قولًا، ولا تبصروا حجة {مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ}: يعني: بما أخذ، فلذلك ذكر: {انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ}: نبين لهم {الْآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ}: يعرضون عنها، مكذبين بها.

٤٧ - {قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً}

فجاءة {أَوْ جَهْرَةً}: معاينة (٣) ترونه حين ينزل {هَلْ يُهْلَكُ}: بالعذاب {إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ}: المشركون.

٤٨ - {وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ}

العمل {فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ}: حين يخاف أهل النار {وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}: إذا حَزِنوا.


(١) أخرجه أحمد في "المسند" ٤/ ١٤٥ (١٧٣١١) "الزهد" لابن المبارك، ١/ ١٠٩ (٣٢١)، والطبراني في "الكبير" ١٧/ ٣٣٠، "الأوسط" ٩/ ١١٠، والبيهقي في "شعب الإيمان" ٤/ ١٢٨، والطبري في "جامع البيان" ٧/ ١٩٥ كلهم من طرق عن حرملة بن عمران التجيبي، عن عقبة بن عامر به. وسنده حسن. وأخرجه ابن أبي حاتم في "التفسير" من طريق عبد الله بن وهب عن ابن لهيعة عن عقبة بن مسلم به، إلا أنه قال: ثم تلا: {فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (٥٥)} [الزخرف: ٥٥]
(٢) في (ت): بهما.
(٣) في (ت): ومعاينة.

<<  <  ج: ص:  >  >>