للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فكيف بنا يا رسول الله؟ فأنزل الله تعالى:

١٧ - {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ} (١)

يعني في التخلّف عن الجهاد، والقعود عن الغزو.

{وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ} في ذلك {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا (١٧)} قرأ أهل المدينة والشام (٢) (ندخله) و {نُعَذِّبُهُ} (بالنون) فيهما، وقرأ الباقون (بالياء) فيهما (٣)، واختاره أبو عبيد وأبو حاتم، قالا: لِذِكر الله تعالى قبل ذلك (٤).

١٨ - قوله تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ}

بالحديبية على أن يناجزوا (٥) قريشًا، ولا يفروا (٦) {تَحْتَ الشَّجَرَةِ}


(١) أورده أبو الليث في "تفسيره" ٣/ ٢٥٦ ونسبه للكلبي، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٦/ ٢٧٣.
(٢) أهل المدينة: نافع المدني، وأبو جعفر المدني. وأهل الشام: ابن عامر الشامي.
(٣) "الحجة" للفارسي ٣/ ٤٠٩، "الكشف عن وجوه القراءات" لمكى ١/ ٤٢٠، "النشر" (ص ٥٤٥).
(٤) "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٦/ ٢٧٤.
(٥) المُناجَزَةُ في القتال المُبارزةُ والمقاتلة، وهو أَن يَتَبَارَزَ الفارسان فيتمارسا حتَّى يَقْتُلَ كلُّ واحد منهما صاحبه أَو يُقْتَلَ أَحدهما.
انظر: "لسان العرب" ٥/ ٤١٣.
(٦) "الوجيز" للواحدي ٢/ ١٠١٠، "معالم التنزيل" للبغوي ٧/ ٣٠٤، "تفسير الخازن" ٤/ ١٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>