للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٩٠ - {فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ (٩٠)} إلى عيدهم

فدخل إبراهيم -عليه السلام- إلى الأصنام فكسرها ووضع الفأس على عاتق الصنم الكبير، وكانوا إذا رجعوا من عيدهم دخلوا على أصنامهم قبل أن يرجعوا إلى منازلهم، فدخلوا عليها فإذا هي مكسورة، فذلك قوله عَزَّ وَجَلَّ:

٩١ - {فَرَاغَ} فمال (١) {إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقالَ}

إظهارًا لضعفهم وعجزهم.

٩٢ - {أَلَا تَأْكُلُونَ (٩١) مَا لَكُمْ لَا تَنْطِقُونَ (٩٢)}

٩٣ - {فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ (٩٣)}


= وإلى هذا ذهب الطبري في "جامع البيان" ٢٣/ ٧١ فإنه قال -بعد ما حكى قول من قال بأنه من المعاريض- قال: "والخبر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخلاف هذا القول" ا. هـ قلت: والذي يظهر لي وهو الذي يليق بمقام الأنبياء أن يكون معنى قوله: {إِنِّي سَقِيمٌ} محمول على معاريض الكلام، وأما ما جاء في الحديث "لم يكذب إبراهيم .. " فهو ليس من باب الكذب الحقيقي الذي يُذَمُّ فاعله، حاشا وكذا، وإنما أطلق الكذب على هذا تجوزًا.
فحينئذ يعود الأمر في تفسير الآية إلى ما تقدم ذكره عند المصنف في المتن من أن معناها: سأسقم في المستقبل أو أنه سقيم بما قُرر على ابن آدم من الموت أو سقيمُ الحجة على الخروج معكم. أما من قال في معناها: إنه كان مريضًا فهذا بعيد, لأنه لو كان كذلك لم يكن كذبًا لا تصريحًا ولا تعريضًا، والعلم عند الله. انظر للاستزادة: "فتح الباري" لابن حجر ٦/ ٣٩١ - ٣٩٢، "صحيح مسلم بشرح النووي" ١٥/ ١٢٣ - ١٢٥.
(١) "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ٣٠٩، "مفردات ألفاظ القرآن" للراغب الأصفهاني (ص ٣٧٣) (روغ)، وهو قول قتادة انظر: "جامع البيان" للطبري ٢٣/ ٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>