كتاب تفسير الثعلبي = الكشف والبيان عن تفسير القرآن ط دار التفسير

٩ - سورة التوبة - ٥ - ج: 13 - ص: 196

أشهر فأمر بإتمامها لهم (١).

٥ - قوله عز وجل: {فَإِذَا انْسَلَخَ}:

انقضى ومضى وخرج، يُقال منه: سلخنا شهر كذا نسلخه سلخا وسلوخًا؛ بمعنى: خرجنا منه، قال الشَّاعر:

إذا ما سلخت الشهر أهللت مثله ... كفى قاتلًا سلخي المشهور وإهلالي (٢)

ومنه قيل: شاة مسلوخة للمنزوعة من جلدها، وحية سالخ إذا خرجت من جلدها (٣).

{الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ} وهي أربعة، ثلاثة سرد، وهي: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، وواحد فرد، وهو: رجب (٤).

---

(١) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٤/ ١٢، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٨/ ٧١.
(٢) البيت بلا نسبة في "تهذيب اللغة" للأزهري ٧/ ١٧١، "أساس البلاغة" للزمخشري (سلخ) (ص ٣٠٤)، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٨/ ٧٢، "البحر المحيط" لأبي حيان ٥/ ١١، "الدر المصون" للسمين الحلبي ٦/ ١١.
(٣) انظر: "مفردات ألفاظ القرآن" للراغب الأصفهاني (ص ٤١٩)، "عمدة الحفاظ" للسمين الحلبي ٢/ ٢١٠ وقد عدّا هذا الإطلاق على هذا المعنى من باب الاستعارة.
قال ابن عاشور في "التحرير والتنوير" ١٠/ ١١٤: وهو في الأصل استعارة من سلخ جلد الحيوان، أي: إزالته. ثم شاع هذا الإطلاق حتَّى صار حقيقة.
(٤) قال الماوردي في "النكت والعيون" ٢/ ٣٤٠: وهذا رأي الجمهور، ونحوه قال ابن الجوزي ٣/ ٣٩٨ واختاره ابن جرير في "جامع البيان" ١٠/ ٧٨، وانقضاء الأشهر الحرم على هذا القول هو بانقضاء المحرم.