للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

١٧ - قوله -عز وجل-: {وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ}

المكذبة {مِنْ بَعْدِ نُوحٍ} يخوف كفار مكة {وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا} وقد اختلفوا في مبلغ مدة القرن فقال عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه: القرن عشرون ومائة سنة، فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أول قرن (كان، و) (١) آخرهم يزيد بن معاوية (٢).

وروى سلامة بن جواس (٣)، عن محمد بن القاسم (٤)، عن عبد الله


= حدثته، عن أم حبيبة بنت أبي سفيان، عن زينب بنت جحش أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل عليها يومًا فزعًا يقول: "لا إله إلا الله، وبل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذِه" وحلق بأصبعيه الإبهام والتي تليها، قالت زينب بنت جحش، فقلت: يا رسول الله! أفنهلك وفينا الصالحون؟ قال: "نعم، إذا كثر الخبث" "صحيح البخاري": كتاب الفتن، باب يأجوج ومأجوج، (٧١٣٥)، والإمام مسلم في مبدأ كتاب الفتن (٢٨٨٠).
فالعجب من الطبري، كيف أهمل الموصول بطريق معمر واختار المرسل؟
(١) في "جامع البيان" ١٥/ ٥٨، في (أ): (وكان).
(٢) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١٥/ ٥٨.
(٣) في (أ): (حواس) بالحاء، والمثبت الصواب، وهو سلامة بن جواس الحمصي الطائي روى عن أبي مطيع معاوية بن يحيى وغيره، روى عنه أبو زرعة ومحمد بن عوف الحمصي، وذكره ابن حبان في "الثقات". انظر "الجرح والتعديل" ٤/ ٣٠٢، "الثقات" ٨/ ٣٠٥، "تاريخ دمشق" ٢٢/ ١٢.
(٤) الطائي، الشامي، الحمصي، سمع عبد الله بن بسر، وروى عن محمد بن شعيب بن شابور، وسعيد بن عبد الجبار الزبيدي ويحيى بن صالح الوحاظي، وسلامة بن جواس، قال الذهبي: ما وهاه أحد. انظر "التاريخ الكبير" ١/ ٢١٤، "الجرح والتعديل" ٨/ ٦٤، "تاريخ الإسلام" ١٠/ ٤٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>