للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جمع بينهما في الذكر.

نكتة: أطلق في تحريم الطيبات، وقيد في العذاب، لأن التحريم شيء قد مضى، والعذاب مستقبل، وقد علم أن منهم من يؤمن، فيأمن من العذاب، فقال: {وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرينَ مِنْهُمْ}.

ثم استثنى مؤمني أهل الكتاب فقال:

١٦٢ - {لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ}

يعني ليس أهل الكتاب كلهم كما ذكرنا، لكن الراسخون، الثابتون، المبالغون {فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ} اختلفوا في وجه انتصابه: فقالت عائشة، وأبان بن عثمان: هو غلط من الكاتب (١)، ونظيره قوله: {إِنَّ الَّذِينَ


(١) أخرج قول عائشة: أبو عبيدة في "فضائل القرآن" (ص ٢٢٩) (٥٥٦)، وسعيد بن منصور في "سننه" ٤/ ١٥٠٧ (٧٦٩)، والداني في "المقنع" (ص ١١٩)، وابن أبي داود في "المصاحف" (ص ٤٣)، والطبري في "جامع البيان" ٦/ ٢٥، وابن شبَّة في "تاريخ المدينة" ٣/ ١٠١٣، كلهم من طريق هشام بن عروة عن أبيه، عن عائشة به، مع ذكر الآيتين التي قال المصنف فيهما: ونظيره: وقوله .. ، وهذا سند صحيح إليها، رضي الله عنها.
وأخرج قول أبان: الطبري في "جامع البيان" ٦/ ٢٥، وعبد بن حميد، وابن المنذر كما في "الدر المنثور" ٢/ ٤٣٥ من طريق الحجاج بن المنهال عن حماد بن سلمة، عن الزبير قال: قلت لأبان بن عثمان بن عفان: ما شأنها كتبت: {لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ} قال: إن الكاتب لما كتب: {لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ} حتَّى إذا بلغ قال: ما أكتب؟ قيل له: اكتب {وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ} فكتب ما قيل له.
وتبين من سياق رواية أبان أنَّه لم يخطئ الكاتب، بل بين أنَّه كتب كما قيل له، =

<<  <  ج: ص:  >  >>