للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصهيب وعبادة بن الصامت وكعب بن عجرة وعامر بن سعد وعبد الرحمن بن سابط والحسن وعكرمة وأبي الجوزاء والضحاك والسدي وعطاء ومقاتل، ثم يردف ذلك ببعض الآثار المسندة الدالة على ذلك.

وفي مقابل هذا التقرير الموفق لمنهج أهل السنة والجماعة في هذِه المباحث نجده قد خالف هذا المنهج في مسألة إثبات الصفات، فقد سلك في تقرير الصفات مسلك الأشاعرة (١) الذين يقوم مذهبهم على إثبات صفات المعاني، وتأويل الصفات الخبرية كاليد والوجه والمحبة والكره وغيرها.

ولا عجب في ذلك إذا علمنا أن المصنف قد تتلمذ على أعلام


(١) الأشاعرة هم الذين ينتسبون إلى أبي الحسن على بن إسماعيل الأشعري (ت ٣٢٤ هـ) وهم يخالفون أهل السنة والجماعة في عدة مسائل، منها أنهم يثبتون لله سبع صفات، وهي التي دلَّ عليها العقل، ويؤولون ما عداها.
أما أهل السنة والجماعة: فيثبتون لله ما أثبته لنفسه من الأسماء والصفات، وما أثبته له رسوله - صلى الله عليه وسلم - من غير تحريف ولا تعطيل، ولا تكييف ولا تمثيل، لقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.
علمًا بأنَّ أبا الحسن الأشعري الذي ينتسب إليه الأشاعرة، قد عاد عن ذلك التأويل، وأناب إلى عقيدة أهل السنة والجماعة، وأعلن ذلك في كتابه "الإبانة عن أصول الديانة" (ص ٢٠).
وانظر: "جامع الفرق والمذاهب الإسلامية" (ص ٢٠)، و"موقف ابن تيمية من الأشاعرة" ٢/ ٥٠٦، وكتاب "بين أبي الحسن الأشعري والمنتسبين إليه في العقيدة" (ص ٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>