للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقرأ الحسنُ وأبو العالية ونصرُ بنُ عاصم: {فَنَقَّبُوا} بفتح القاف خفيفة (١).

وقرأ السُّلميُّ ويحيى بن يعمر: {فَنَقَّبُوا} بكسر القاف مشددة على الأمر للتهديد، والوعيد، أي طوِّفوا البلادَ وسيروا في الأرض (٢)، فانظروا: {هَلْ مِنْ مَحِيصٍ} هل من الموت محيصٌ أو مهرب؟ وأصل النقاب الطرق، ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم - في المدينة: "على أنقابها ملائكة لا يدخلها الطاعونُ ولا الدَّجَّالُ" (٣).

٣٧ - {إِنَّ فِي ذَلِكَ}

أي: في هلاك من كان قبلكم من القرون والعِبر التي ذُكرت.

{لَذِكْرَى} تذكرة وعظةً.

{لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ} أي: عقل، فكنَّى عن العقل بالقلب؛ لأنه موضعَه ومنبته (٤).

وقال قتادة: لمن كان له قلبٌ حي (٥) نظيرهُ: {لِيُنْذِرَ مَنْ


(١) انظر: "معاني القرآن" للزجاج ٥/ ٤٨، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٧/ ٢٢.
(٢) "معاني القرآن" للفراء ٣/ ٧٩ - ٨٠، "جامع البيان" للطبري ٢٦/ ١٧٦، "معاني القرآن" للزجاج ٥/ ٤٨، "إعراب القرآن" للنحاس ٤/ ٢٣١، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٧/ ٢٢.
(٣) أخرجه البخاري، كتاب الفتن، باب ذكر الدجال (٧١٢٥)، كتاب التوحيد، باب في المشيئة والإرادة (٧٤٧٣).
(٤) انظر: "تأويل مشكل القرآن" لابن قتيبة (ص ١٥٢).
(٥) انظر: "جامع البيان" للطبري ٢٦/ ١٧٧، "حقائق التفسير" للسلمي ٢/ ٣١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>