قلت: وهذِه الأقوال لا معارضة بينها فهي من اختلاف التنوع فيكون المعنى أن الله أمر نبيه أن ينذر هؤلاء فيما هم فيه من الكفر والضلال والغي والمعاصي حتَّى حين. ولذا قال الواحدي في "الوسيط" ٣/ ٢٩٢: {فِي غَمْرَتِهِمْ} في حيرتهم وغفلتهم وضلالتهم وجهالتهم فجمع بينها وهو الحق، وذلك أن عُمر أصل صحيح يدل على تغطية وستر، فكل ما ستر عن الحق داخل فيه، والله أعلم. انظر: "معجم مقاييس اللغة" لابن فارس ٤/ ٣٩٣، "مفردات ألفاظ القرآن" للراغب الأصفهاني (٦١٤)، "لسان العرب" لابن منظور ٥/ ٣٠ (غمر). (٢) في (ح): أجلهم. ومجيء آجالهم بقتل أو موت، وهذا ما ذكره أَيضًا ابن حبيب في "تفسيره" ٢٠٤/ أ، والحيري في "الكفاية" ٢/ ٥٢/ أ، أما الطبري في "جامع البيان" ١٨/ ٣١ فقال: يعني: إلى أَجل سيأتيهم عند مجيئه عذابي. وقال بعض العلماء: إن هذا الآية منسوخة بآية السيف؛ لأنها اقتضت ترك الكفار على ما هم عليه. وقيل وهو الحق: إنها محكمة وأن الأمر في قوله: {فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ} محمول على الوعيد والتهديد. انظر: "نواسخ القرآن" لابن الجوزي (١٩٦)، "الناسخ والمنسوخ" لابن العربي ٢/ ٣٠٨، "الناسخ والمنسوخ" لابن حزم (٤٦).