للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فحذَّر الله تعالى نبيه - صلى الله عليه وسلم - مكْر هؤلاء القوم، وأطلعه (١) على سرهم، فأنزل الله: {وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَار}: أوله، سمي وجهًا؛ لأنه أحسنه، وأول ما يواجه به الناظر فيراه، ويقال لأول اليوم: وجه.

قال (الربيع بن زياد) (٢):

من كان مسرورًا بمقتل مالك ... فليأت نسوتنا بوجه نهار (٣)

{وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}: يشكُّون؛ فيرجعون عن دينهم (٤).

٧٣ - قوله - عز وجل-: {وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ}:

هذا من كلام اليهود -أيضًا- بعضهم لبعض: لا تؤمنوا, ولا


(١) في الأصل: وأطلعهم، بالجمع. والمثبت من (ن).
(٢) من (ن): وهو الربيع بن زياد العبسيّ، شاعر، مخضرم من قيس عيلان، كان من ندماء النعمان بن المنذر. انظر: "الأغاني" لأبي الفرج الأصفهاني ١٩/ ١٠٦، "أمالي المرتضى" ٣/ ٤٧، ١٤٩، ١٥١، "خزانة الأدب" للبغدادي ٣/ ٥٨٣.
(٣) ورد البيت في: "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ١/ ٩٧، "حماسة أبي تمام" ٣/ ٢٦، "جامع البيان" للطبري ٣/ ٣١٢، "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٤٢٩، "لسان العرب" لابن منظور ١٥/ ٢٢٥ (وجه) والمراد: من كان سره مقتل مالك، وسعد بُهلكه، وشمت لموته، فليأت إلينا من أول النهار؛ ليرى ما فيه نسوتنا من حزن على مالك، وبكاء عليه، وشق جيوب، ولطم خدود، وخمش وجوه. وآية هذا المعنى: قوله بعده:
يجد النساء حواسرًا يندبنه ... يلطمن أوجههن بالأسحارِ.
(٤) انظر: "البحر المحيط" لأبي حيان ٢/ ٤٩٣، "معجم مقاييس اللغة" لابن فارس ٢/ ٤٩٥ (رجع)، "لسان العرب" لابن منظور ٨/ ١١٤ (رجع).

<<  <  ج: ص:  >  >>