للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

غير الله تعالى، فإن الطاعة تدوم له ونصب (١) واصبًا على القطع، قال الدؤلي:

لا أبتغي الحمد القليل بقاؤه ... يومًا بذم الدهر أجمع واصبا

أي دائمًا، قال الفراء (٢): ويقال: خالصًا {أَفَغَيْرَ اللهِ تَتَّقُونَ}.

٥٣ - {وَمَا بِكُمْ نِّعْمَةٍ}

قال الفراء: (ما) في معنى الجزاء، ولها فعل مضمر كأنه قال: وما يكن بكم من نعمة {فَمِنَ اللهِ} (لا من سواه) (٣) لذلك دخلت الفاء في قوله {فَمِنَ اللهِ} {ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ} تضجون وتصيحون بالدعاء والاستغاثة وأصله من جار (٤) الثور، إذا رفع صوته (٥) شديدًا


(١) في (ز)، (م): يصب.
(٢) قال ذلك في "معاني القرآن" ٢/ ١٠٤ - ١٠٥، وزاد: لأن الجزاء لا بد له من فعل مجزوم، إن ظهر فهو جزم، وإن لم يظهر فهو مضمر، كما قال الشاعر:
إن العقل في أموالنا لا نضق به ... ذرعًا وإن صبرًا فنعرف للصبر
أراد أن يكن، فأضمرها، ولو جعلت {وَمَا بِكُمْ} في معنى (الَّذي) جاز، وجعلت صلته {بُكْمُ} و {مَا} حينئذ في موضع رفع بقوله {فَمِنَ اللَّهِ} وأدخل الفاء كما قال تبارك وتعالى: {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِى تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ} وكل اسم وصل مثل (ش) و (ما) و (الَّذي) فقد يجوز دخول الفاء في خبره؛ لأنه مضارع للجزاء، والجزاء قد يجاب بالفاء.
(٣) من (ز).
(٤) في (ز): جؤار.
(٥) في (ز): صوتًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>