للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وروى سليمان بن عمرو (١)، عن عباد بن منصور الناجي (٢)، عن الحسن (٣) قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من فر بدينه من أرض إلى أرض، وإن كان شبرًا من الأرض، استوجب به الجنَّة، وكان رفيق أبيه إبراهيم عليه السلام ونبيه محمد - صلى الله عليه وسلم -" (٤)، فأكذبهم الله تعالى، وأعلمنا أنهم كانوا مستطيعين للهجرة، فقال: {فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ} أي: منزلهم {جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} أي: بئس المصير إلى جهنم.

ثم استثنى أهل العذر منهم، فقال عز من قائل:

٩٨ - {إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ}

يعني: المؤمنين المخلصين المقهورين بمكة، لم يستطيعوا


(١) أبو داود النخعي، كذاب.
(٢) صدوق، رمي بالقدر، وكان يدلس وتغير بأخرة.
(٣) البصري، ثقة، فقيه، كان يرسل كثيرًا ويدلس.
(٤) الحكم على الإسناد:
فيه سليمان بن عمرو كذاب.
التخريج:
لم أجده بهذا اللفظ، وقد أخرج الحارث في "مسنده" كما في "بغية الباحث" ٢/ ٧٧٣ (٧٧٤) من طريق سفيان الثوري، عن أبيه، عن الربيع بن خثيم، عن ابن مسعود مرفوعا بلفظ: "سيأتي على الناس زمان تحل فيه الغربة، ولا يسلم لذي دين دينه إلا من فر بدينه من شاهق إلى شاهق، أو من جحر إلى جحر كالطائر يفر بفراخه"، وسنده صحيح.
وأخرج الداني في "السنن الواردة في الفتن" ٢/ ٤٤٧ (١٥٨) من طريق سفيان عن عمرو بن دينار قال: من فر بدينه شبرًا حشر مع عيسى ابن مريم.
والحديث الَّذي ذكره المصنف لا يصح؛ لأن فيه عباد بن منصور ضعيف، والحسن كثير الإرسال، وقد أرسله، وسليمان معروف بالكذب.

<<  <  ج: ص:  >  >>