للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قالت الحكماء: في ذلك ثلاثة أوجه من الحكمة (١): أحدها: لأجل عيسى عليه السلام. الثاني (لإظهار شرف) (٢) الحسن والحسين (٣) - رضي الله عنهما -. فالثالث: لئلا يفتضح (٤) أولاد الزنا.

{فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا}.

٧٢ - قوله عز وجل: {وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى}

اختلف في هذِه الإشارة فقال قوم: هي راجعة إلى النعم التي


= "صحيحه" كما في "الإحسان" ٧/ ٥٢٨ (٥٧٨٨)، وأبو داود في كتاب الأدب، باب في تغيير الأسماء (٤٩٤٨)، والإمام أحمد بن حنبل رحمه الله في "المسند" ٥/ ١٩٤ (٢١٦٩٣) من حديث أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم فأحسنوا أسماءكم".
(١) هذِه الأوجه عقلية معارضة للأحاديث المرفوعة، قال الإمام أحمد بن المنير: ولقد استبدع -القائل بذلك- بدعا لفظًا، فإن جمع الأم المعروف أمهات، أما رعاية عيسى عليه السلام بذكر أمهات الخلائق ليذكر بأمه فيستدعي أن خلق عيسى من غير أب ميزة في منصبه، وذلك عكس الحقيقة، فإن خلقه من غير أب كان آية له وشرفًا في حقه، والله أعلم. كتاب "الانتصاف" بهامش "الكشاف" للزمخشري ٢/ ٣٦٩.
(٢) في (ز): إظهارًا لشرف.
(٣) وفي "المسند" للإمام أحمد ٥/ ٣٦٠ (٢٢٩٩٦) وغيره عن بريدة - رضي الله عنه - أنه قال: أصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدعا بلالًا - رضي الله عنه - فقال: "بم سبقتني إلى الجنة؟ ما دخلت الجنة قط إلا سمعت خشخشتك أمامي" وفي الصحيحين: "فإني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة".
(٤) ما زال الخليل عليه السلام يدعو بقوله: {وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (٨٧)} ومع ذلك يمسخ أبوه آزر فيقذف في النار {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (٩)}.

<<  <  ج: ص:  >  >>