للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كتاب أعمالهم بالحق (١)، كقوله تعالى: {هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ} (٢) (٣). {وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ} عن الرسل فيما بلغوا والأُمم فيما أجابوا.

٨ - قوله -عز وجل-: {وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ}

يعني: يوم السؤال، {الْحَقُّ} قال مجاهد معناه: والقضاء يومئذ العدل (٤)، وقال آخرون (٥): أراد به وزن الأعمال وذلك أن الله تعالى ينصب ميزانا له لسان وكفّتان (٦) يوم القيامة، فيوزن به أعمال العباد خيرها وشرها، فيثقل الله به مرّة ميزان الحسنات علامة لنجاة مَنْ يريد نجاته، ويخفّف مرّة ميزان الحسنات علامة لهلاك مَنْ يُريد هلاكه.

فإن قيل: ما الحكمة في وزن أعمال العباد والله هو العالم بمقدار كلّ شيء قبل خلقه إياه وبعده؟ قلنا: أربعة أشياء: أحدها: امتحان الله تعالى عباده بالإيمان به في الدنيا، الثاني: جعل ذلك علامة لأهل السعادة والشقاوة في العقبى، والثالث: تعريف الله تعالى العباد ما


(١) ذكره الطبري في "جامع البيان" ٨/ ١٢٢.
(٢) الجاثية: ٢٩.
(٣) من (ت) و (س).
(٤) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٨/ ١٢٢ عن مجاهد.
(٥) أخرجه الطبري "جامع البيان" ٨/ ١٢٢ عن السُّدّي ومجاهد.
(٦) في (س): بلسان وكفتين.

<<  <  ج: ص:  >  >>