للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ}: كفَّار الأمم الماضية (١) {كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ} فعاقبهم الله بذنوبهم، نظيره قوله تعالى: {فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ} (٢) (٣) {وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.

١٢ - قوله عز وجل: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ}:

قرأ يحيى بن وثاب، والأعمش، وحمزة، والكسائي، وخلف: بالياء فيهما (٤)، والباقون بالتاء (٥).

فمن قرأها بالياء: فعلى الإخبار عنهم أنَّهم يغلبون ويحشرون، ومن قرأ بالتاء: فعلى الخطاب. أي: قل لهم: إنكم تغلبون وتحشرون. وكلا الوجهين جائز؛ لأنه لم يودع إليهم، وإنما كان المخاطب بالشيء غير حاضر، ولو كانت مخاطبته برسالة، جاز ردُّ


(١) جاء في الهامش الأيسر من اللوحة رقم (٧) من الأصل قوله: والضمير في (قبلهم) عائد لآل فرعون، ويحتمل على معاصري رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الكفَار، وقوله: {كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا} يحتمل أن يريد المتلوة، ويحتمل أن يريد العلامات المنصوبة. انتهى.
(٢) في الأصل: بذنبهم. والمثبت من (س)، (ن).
(٣) العنكبوت: ٤٠.
(٤) انظر: "علل القراءات" للأزهري ٢/ ٣٤٦، "إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي ١/ ٤٦٩: "المبسوط في القراءات العشر" لابن مهران (ص ١٦١)، "جامع البيان" للطبري ٣/ ١٩١.
(٥) انظر: "علل القراءات" للأزهري ٢/ ٣٤٥ - ٣٤٦، "إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي ١/ ٤٦٩، "معاني القرآن" للأخفش ١/ ٣٩٦، "البحر المحيط" لأبي حيان ٢/ ٣٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>