للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الخبيث في سبيل الشيطان فيجعل نفقاتهم في قعر جهنم، ثمّ يقال لهم: الحقوا بها (١).

وقال مُرّة الهمْدان: يعني يميز المؤمن في علمه السابق الذي خلق (٢) حين خلقه طيبًا، من الخبيث الكافر في علمه السابق الذي خلقه خبيثًا، وذلك أنّهم كانوا على ملة الكفر فبعث الله الرسول بالكتاب فميّز الخبيث من الطيب فمن اتبعه استبان (أنّه طيب ومن خالفه استبان) (٣) أنّه خبيث (٤). {وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ} أي: فوق بعض {فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا} أي: يجمعه حتّى يصير مثل السحاب المركوم وهو المجتمع الكثيف {فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ} فوحد الخبر عنهم لتوحيد قوله: {لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ} ثمّ قال: {أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} فجمع، رده إلى أول الخبر، يعني قوله: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ}، {أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} الذين غَبنت صفقتهم، وخسِرت تجارتهم لأنّهم اشتروا بأموالهم عذاب الله في الآخرة.

٣٨ - قوله تعالى: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا}

أبي سفيان وأصحابه {إِنْ يَنْتَهُوا} عن الشرك وقتال محمد - صلى الله عليه وسلم - {يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ} أي: مضى من ذنوبهم قبل الإسلام {وَإِنْ


(١) ذكره ابن الجوزي في "زاد المسير" ٣/ ٣٥٦ عنه وعن الزجاج.
(٢) في (ت): خلقهم. وفي (س): خلقه.
(٣) من (ت).
(٤) لم أعثر على من خرجه حسب بحثي واطلاعي.

<<  <  ج: ص:  >  >>