للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.

٣ - {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا} أقروا إذا رأوا المؤمنين.

{ثُمَّ كَفَرُوا} إذا خلوا إلى المشركين {فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ}.

٤ - {وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ}

لاستواء خلقها، وحُسن صورتها، وطُول قامتها (١). قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: وكان عبد الله بن أُبي جسيمًا صحيحًا فصيحًا ذلق اللسان (٢)، فإذا قال؟ سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- قوله (٣).

قال الله تعالى: {أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ} أشباح


= "تفسير القرآن" للسمعاني ٥/ ٤٤٠.
(١) "جامع البيان" للطبري ٢٨/ ١٠٧، "معاني القرآن" للزجاج ٥/ ١٧٦، "النكت والعيون" للمارودي ٦/ ١٠.
(٢) أي: طلق اللسان، يقال: تكلم فلان بلسان ذلق طلق. أي: فصيح بليغ. "لسان العرب" لابن منظور مادة [طلق].
(٣) ذكره السمعاني في "تفسير القرآن" ٥/ ٤٤١ بلا نسبة، والبغوي في "معاني التنزيل" ٨/ ١٢٩، وابن الجوزي في "زاد المسير" ٨/ ٢٧٤، والخازن في "لباب التأويل في معاني التنزيل" ٤/ ٢٩٧، والزجاج في "معاني القرآن" ٥/ ١٧٦.
وظاهر اللفظ أن عموم المنافقين كانوا على هذِه الصفة، ولكن تفسير ابن عباس رضي الله عنهما المذكور خصص هذا العموم، والأمر كذلك، إذ يبعد أن يكون جميع المنافقين أحاسن الصور، وعليه: فالمراد بضمير الجمع واحد معين وهو ابن أبي على قول ابن عباس، أو عدد محدود كما جاء عن الكلبي أنه قال: إن المراد: إنه أُبي، والجد بن قيس، ومعتب بن قشير. والله أعلم.
انظر: "الكشاف" للزمخشري ٦/ ١٢٤، "التحرير والتنوير" لابن عاشور =

<<  <  ج: ص:  >  >>