الأمصار، فينظرون إلى من كان له مال ولم يحج، فيضروا عليه الجزية.
٧ - ويستدل الثعلبي كذلك بإجماع الصحابة في المسائل الفقهيَّة: حيث استدل بإجماعهم على كون البسملة الآية الأولى من فاتحة الكتاب: بما رواه بسنده عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة؛ أنَّ معاوية بن أبي سفيان قدم المدينة فصلى بالناس صلاة يجهر فيها، وأنه قرأ أم القرآن ولم يقرأ (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) فلما قضى صلاته ناداه المهاجرون والأنصار من كل ناحية: أنسيتَ؟ أين (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) حين استفتحت القرآن؟ فعادلهم معاوية، فقرأ (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ).
[٨ - نقل بعض الإسرائيليات عن الصحابة]
مثال ذلك: الروايات الإسرائيلية التي نقلها المصنف في قصة هاروت وماروت. حيث ذكر قصصًا في ذلك: عن ابن عباس. وعلى ابن أبي طالب، وابن مسعود، وابن عمر.
٩ - تقديم أقوال الصحابة على غيرهم عند ذكر أقوال المفسِّرين:
مثال ذلك: عند قوله تعالى: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (٢)} [البقرة: ٢]: ذكر أقوال العلماء في معنى التقوى وحقيقة المتقي، فذكر أولًا قول ابن عباس، ثم قول ابن عمر، ثم ذكر بقية الأقوال.
وهذا ليس مطردًا، فقد يخالفه أحيانًا إذا اقتضى الأمر ذلك، فعند قوله تعالى:{فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ}[البقرة: ٧٩] ذكر حديث