للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٦٦ - {أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكَاءَ}

هو (ما) الاستفهام، يقول: وأيّ شيء يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء؛ يعني أنهم ليسوا على شيء (١).

وقرأ السلمي (تدعون) بالتاء (٢)، أي: ما تصنع شركاؤكم (٣) في الآخرة {إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ} يعني ظنّهم أنها تشفع لهم يوم القيامة، وتقربهم إلى الله زلفي (٤) {وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ}.


(١) ذكر هذا المعنى الطبري في "جامع البيان" ١١/ ١٣٩، والزمخشري في "الكشاف" ٢/ ١٩٦.
ومال ابن الجوزي في "زاد المسير" ٤/ ٤٥، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٨/ ٣٦٠، وأبو حيان في "البحر المحيط" ٥/ ١٧٤ إلى أن (ما) هنا نافية، والتقدير -كما قال القرطبي- أي: لا يتبعون شركاء على الحقيقة، بل يظنون أنها تشفع أو تنفع.
وجوّز الزمخشري في "الكشاف" وجهًا ثالثًا: وهو أن تكون (ما) موصولة معطوفة على (ش)، كأنه قيل: ولله ما يتبعه الذين يدعون من دون الله شركاء؛ أي: وله شر كاؤهم. أ. هـ.
(٢) "المحرر الوجيز" لابن عطية ٣/ ١٣٠ وقال: وهي قراءة غير متجهة، وعزاها الزمخشري في "الكشاف" ٢/ ١٩٦ لعلي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، وقال: ووجهه أن يحمل {وَمَا يَتَّبِعُ} على الاستفهام. قال أبو حيان في "البحر المحيط" ٥/ ١٧٤: ومن قرأ (تدعون) بالتاء، كان قوله (إن يتبعون) التفاتًا؛ إذ هو خروج من خطاب إلى غيبة.
(٣) في (ت) شركاؤهم.
(٤) في الأصل: زلفًا، والمثبت من (ت).

<<  <  ج: ص:  >  >>