للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويقال (١) للحديدة المعترضة في فم الدابة: حكمة اللجام؛ لأنها تمنع الدابة من الاعوجاج، والحكمة تمنع من الباطل، وما لا يحلّ ويجمل (٢) والمحكم للأمر يمنعه من الخلل (٣).

وفي هذِه الآية دليل على جواز تكليف ما لا يُطاق حيث أمر الله تعالى الملائكة بإنباء ما لم يعلموا وهو عالم بعجزهم عنه (٤)، فلما ظهر عجزهم:

٣٣ - قال الله تعالى: {يَاآدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ}

(أخبرهم بأسمائهم) (٥) فسمى كل شيء باسمه، وألحق كل شيء بجنسه {فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ} أي: أخبرهم {بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ} يا


(١) في (ف): وقال.
(٢) في (ف)، (ت): ولا يجمل.
(٣) "تهذيب اللغة" للأزهري ٤/ ١١١، "مفردات ألفاظ القرآن" للراغب الأصبهاني (ص ٢٤٨)، "البسيط" للواحدي ٢/ ٧٢٨ وما بعدها، "معالم التنزيل" للبغوي ١/ ٨٠، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١/ ٢٤٦، "البحر المحيط" لأبي حيان ١/ ٢٩٨، "الدر المصون" للسمين الحلبي ١/ ٢٦٧.
(٤) ذكر ابن عطية هذا القول، ثم قال: وقال المحققون من أهل التأويل: ليس هذا على جهة التكليف، وإنما هو علي جهة التقرير والتوقيف. "المحرر الوجيز" ١/ ١٢٠، وانظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١/ ٢٤٣، ٣/ ٤٢٨.
وقال الرازي في "مفاتيح الغيب" ٢/ ١٩٢: من الناس من تمسَّك بقوله تعالى: {أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ} علي جواز تكليف ما لا يطاق، وهو ضعيف؛ لأنه تعالى إنما استنبأهم -مع علمه تعالى- بعجزهم على سبيل التبكيت، ويدل على ذلك قوله تعالى: {إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}.
(٥) من (ج).

<<  <  ج: ص:  >  >>