(٢) قال السمعاني والبغوي في تفسيريهما: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} قال ابن عباس: وأكثر المفسرين من السلف: أي: ارتفع وعلا إلى السماء. ورجَّح ابن جرير الطبري -أيضًا- أنَّ الاستواء -ها هنا- بمعنى العلوّ فقال -بعد أن أورد الأقوال في ذلك-: وأولى المعاني يقول الله جلَّ ثناؤه {جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ}: على عليهنَّ وارتفع، فدبَّرهن بقدرته، وخلقهنَّ سبع سماوات. والعجب ممَّن أنكر المعنى المفهوم من كلام العرب في تأويل قول الله: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} الذي هو بمعنى العلو والارتفاع. . . ثم شرع يرد على الذين أوَّلوا ذلك. وبمثل قول المصنِّف قال جمع من المفسرين، حيث قال ابن كثير رحمه الله: . . أي: قصد إلى السماء، والاستواء ها هنا مضمَّنٌ معنى القصد والإقبال؛ لأنّه عُدّي بـ (إلى). وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي في "تيسير الكريم الرحمن": {اسْتَوَى}: ترد في القرآن على ثلاثة معانٍ: فتارة لا تُعدى بالحرف، فيكون معناها: الكمال والتمام، كما في قوله عن موسى: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى}، وتارة تكون بمعنى (علا) و (ارتفع). وذلك إذا عُدّيت (بعلى)، كقوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (٥)}، و {لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ}، وتارة تكون بمعنى (قصد) كما إذا عُدّيت بـ (إلى) كما في =