للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٣ - {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (٣) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (٤)}

اختلف القراء فيه فقرأ حمزة ويعقوب ساكنة الفاء مهموزة (١)، ومثله روى العباس عن أبي عمرو وإسماعيل عن نافع، وقرأ شيبة


= وقال في ٨/ ١١: وكذلك جعفر الصادق قد كُذب عليه من الأكاذيب ما لا يعلمه إلَّا الله .. وحتى نسب إليه أنواع من تفسير القرآن على طريقة الباطنية، كما ذكر ذلك عنه أبو عبد الرحمن السلمي في كتاب "حقائق التفسير" فذكر قطعة من التفاسير التي هي من تفاسيره، وهو من باب تحريف الكلم عن مواضعه، وتبديل مراد الله تعالى من الآيات بغير مراده.
والراجح في معنى الصمد هو ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية: للسلف فيه أقوال متعددة، قد يظن أنها مختلفة، وليس كذلك بل كلها صواب، والمشهور منها قولان:
أحدهما: أن الصمد هو الذي لا جوف له، وهو قول أكثر السلف من الصحابة والتابعين وطائفة من أهل اللغة.
والثاني: أنه السيِّد الذي يصمد إليه في الحوائج، وهو قول طائفة من السلف والخلف وجمهور اللغويين. "مجموع الفتاوى" لشيخ الإسلام ١٧/ ٢١٤ بتصرف يسير.
وقد تقدمت أقوالهم وذكرت الحكم عليه بالصحة والضعف. واختار هذا ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" ١٤/ ٥١٤، حيث نقل قول الطبراني بعد إيراده كثيرًا من هذِه الأقوال: وكل هذِه صحيحة، وهي صفات ربنا عَزَّ وَجَلَّ هو الذي يصمد إليه في الحوائج، وهو الذي قد انتهى سؤدده، وهو الصمد الذي لا جوف له، ولا يأكل ولا يشرب، وهو الباقي بعد خلقه، وقال البيهقي نحو ذلك.
وهذا هو اختيار الزجاج أيضًا في "معاني القرآن" ٥/ ٣٧٨.
قلت: وبعض ما ذكر المصنف هو من باب التفسير الإشاري عند الصوفية، وقد تقدم الكلام في سورة الضحى، وأنه لا بأس به إذا اجتمعت به أربعة شروط.
(١) أي مهموزة الواو.

<<  <  ج: ص:  >  >>