للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال: كانا من الجبارين، فأسلما، واتبعا موسى (١)، {أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا} بالتوفيق، والعصمة، {ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ} يعني: قرية الجبارين، {فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ} لأن الله منجز وعده، وانا رأيناهم، فكانت أجسامهم عظيمة قوية، وقلوبهم ضعيفة، فلا تخشوهم {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} فأراد بنو إسرائيل أن يرجموهما بالحجارة، وعصوهما.

٢٤ - قوله- عز وجل {قَالُوا يَامُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ (٢٤)}.

روي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لأصحابه يوم الحديبية، حين صد عن البيت: "إني ذاهب بالهدي فناحره عند البيت" فقال المقداد بن الأسود: أما والله، لا نقول لك كما قال قوم موسى {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} ولكنا نقاتل عن يمينك وشمالك، ومن بين يديك، ومن خلفك، ولو خصت بحرًا لخضناه معك، ولو تسنمت جبلًا لعلوناه معك، ولو ذهبت بنا إلى برك الغماد (٢) لتابعناك، فلما سمعها أصحاب نبي الله - صلى الله عليه وسلم - تابعوه على ذلك،


(١) أخرجه عنه الطبري في "جامع البيان" ٦/ ١٧٧.
وهي قراءة شاذة.
انظر: "المحتسب" لابن جني ١/ ٢٠٨.
(٢) بفتح الباء، وسكون الراء، وكسر الغين، موضع في جنوب مكة، مما يلي البحر.
انظر: "معجم البلدان" لياقوت ١/ ٣٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>