للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله -عز وجل-:

{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}

١ - {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (١)}

فيما أظهروا لأنهم أضمروا خلافه (١).

٢ - {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً} سترة (٢).


(١) عبارة المصنف رحمه الله تنبئ عن جنوحه إلى حمل قول الله تعالى عن المنافقين: "قالوا نشهد" على المجاز دون الحقيقة، واللفظ القرآني يحتمل الأمرين، ووجهه: أن مراتب المنافقين متفاوتة في النفاق، وشدة الكفر، فمنهم من آمنوا لما سمعوا آيات القرآن، أو لاحت لهم أنوار من النبي -صلى الله عليه وسلم- لم تثبت في قلوبهم، ثم رجعوا إلى الكفر للوم أصحابهم عليهم، أو لإلقائهم الشك في نفوسهم. وقد كان هذا الصنف موجودًا كما ذكره ابن عطية فهؤلاء إسناد الشهادة والإيمان إليهم حقيقة لا مجاز.
ومنهم من خالجهم خاطر الإيمان فترددوا وقاربوا أن يؤمنوا ثم نكصوا على أعقابهم فشابه أول حالهم حال المؤمنين حين خطور الإيمان في قلوبهم، وهاتان الصورتان لم يذكرهما المصنف.
ومنهم -وهو ما أراده المصنف- من أظهروا الإيمان كذبًا وهذا هو الفريق الأكثر، وليس ما أظهروه في شيء من الإيمان، فإطلاق اسم الإيمان على مثل هذا الفريق مجاز بعلاقة الصورة.
وعلى هذا الاعتبار يجوز أن يكون {ثُمَّ كَفَرُوا} مستعملًا في معنييه الأصلي والمجازي على ما يناسب محمل فعل آمنوا والله أعلم.
انظر: "المحرر الوجيز" لابن عطية ٥/ ٣١١ - ٣١٢، "التحرير والتنوير" لابن عاشور ٢٨/ ٢٣٧.
(٢) "جامع البيان" للطبري ٢٨/ ١٠٦، "تفسير غريب القرآن" لابن قتيبة (ص ٤٦٧)، =

<<  <  ج: ص:  >  >>