وهذِه إحدى الآيات الثلاث التي لا رابع لهن مما أمر الله تعالى رسوله - صلى الله عليه وسلم - أن يقسم بربه العظيم على وقوع المعاد، لما أنكره من أنكره من أهل الكفر والعناد، فإحداهن في سورة يونس -عليه السلام-، وهي قوله تعالى: {(٥٢) وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (٥٣)}، والثانية هذه {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ}، والثالثة في سورة التغابن، وهي قوله تعالى: {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (٧)}. انظر: "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ١١/ ٢٥٩. وقرأ الجمهور {لتأتينكم} بالفوقية: أي: الساعة، وقرأ طلق المعلم بالتحتية على تأويل الساعة باليوم أو الوقت. قال طلق: سمعت أشياخنا يقرؤون بالياء: يعني التحتية على المعنى، كأنه قال: ليأتينكم البعث أو أمره كما قال: {هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك}. انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٤/ ٢٦٠.