كتاب تفسير الثعلبي = الكشف والبيان عن تفسير القرآن ط دار التفسير

١٧ - سورة الإسراء - ١٥ - ج: 16 - ص: 302

١٥ - (قوله -عز وجل-) (١): {مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ}

لها ثوابه {وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا}؛ لأن عليها عقابه {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} ولا تحمل حاملة حمل أخرى غيرها من الآثام {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} إقامة للحجة وقطعًا للعذر.

١٦ - قوله -عز وجل-: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا}

قرأ أبو عثمان النهدي، وأبو رجاء العطاردي، وأبو العالية الرياحي، والربيع ومجاهد (٢): (أَمَّرْنَا) (بتشديد الميم) (٣) أي سلَّطنا شرارها فعصوا فيها، فإذا فعلوا ذلك أهلكناهم. قرأ الحسن وقتادة وأبو حيوة والشامي ويعقوب (٤) (آمرنا) (بمد الهمزة) (٥) أي: أكثرنا، وقرأ الباقون: {أَمَرْنَا} (٦) مقصورًا مخففًا، أي: أمرناهم بالطاعة

---

(١) من (ز).
(٢) قال عثمان بن جني: وقرأ (أمَّرْنَا) مشددة الميم، ابن عباس -بخلاف- وأبو عثمان النهدي، وأبو العالية -بخلاف- وأبو جعفر محمد بن علي -بخلاف-، وأبو عمرو -بخلاف-، والسدي، وعاصم -بخلاف- "المحتسب" ٢/ ١٦. وذكر نحوه أبو حيان في "البحر المحيط" ٦/ ١٧ ولم يذكر مجاهدًا في هذِه القراءة.
(٣) في (أ): بالتشديد.
(٤) قال أبو حيان: وقرأ علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - وابن أبي إسحاق وأبو رجاء وعيسى بن عمر وسلام وعبد الله بن أبي زيد والكلبي (آمرنا) بالمد، وجاء كذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما والحسن وقتادة وأبي العالية وابن هرمز وابن كثير وأبي عمرو ونافع، وهو اختيار يعقوب "البحر المحيط" ٦/ ١٧.
(٥) في (ز): ممدودة.
(٦) ساقطة من (ز).