للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فعصوا، ويحتمل أن يكون بمعنى: جعلناهم أمراء؛ لأن العرب تقول: أمير غير مأمور، أي: غير مؤمّر، ويجوز أن يكون بمعنى أكثرنا، يدل عليه قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "خير المال مهرة مأمورة، وسكة مأبورة" (١)، أراد بالمأمورة كثيرة النسل، يقال للشيء الكثير: أمر، والفعل منه: أمر القوم يأمرون أمرًا (٢) إذا كثروا، قال لبيد:

كل بني حرة مصيرهم ... قُلٌّ وإن أكثرت من العدد

إن يغبطوا يهبطوا وإن أَمِرُوا ... يومًا يصيروا للهلك والنفد (٣)


(١) أخرجه الإمام أحمد من حديث سويد بن هبيرة - رضي الله عنه - مرفوعًا بلفظ: "خير مال المرء له مهرة مأمورة أو سكة مأبورة" "المسند" ٣/ ٤٦٨ (١٥٨٤٥).
قال ابن الأثير: (أمر)، فيه خير المال مهرة مأمورة، هي الكثيرة النسل والنتاج، يقالط: أمرهم الله، فأمِروا، أي: كثروا. "النهاية في غريب الحديث والأثر" ١/ ١٣، ١/ ١٧): (أبر)، السكة: الطريقة المصطفة من النخل، والمأبورة، الملقحة، يقال: أبرت النخلة وأبّرتها، فهي مأبورة ومؤبرة، والاسم الإبار.
(٢) ساقطة من (ز).
وأخرج الإمام البخاري بطريق علي بن عبد الله عن عبد الله - رضي الله عنه - قال: كنا نقول للحي إذا كثروا -في الجاهلية-: أمِرَ بنو فلان. وبطريق الحميدي قال: أمَر. وقال ابن حجر: فالأولى بكسر الميم، والثانية بفتحها، وكلاهما لغتان .. ، وتقدم قول أبي سفيان في قصة هرقل (لقد أمِر أمرُ ابن أبي كبشة) أي: عظم. "فتح الباري" ٨/ ٣٩٤، كتاب التفسير، باب {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا} (٤٧١١).
(٣) الشاهد في البيت الثاني قوله: (وإن أمِروا) بمعنى كثروا. =

<<  <  ج: ص:  >  >>