للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال الأخفش (١): قوله عز وجل: {لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى} استثناء خارج من أول الكلام، يقول العرب: ما (٢) اشتكى شيئًا إلاّ خيرًا (٣)، قال الله تعالى: {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا (٢٤) إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا (٢٥)} (٤) لأن هذا الأذى لا يضرهم، ومعناه لكن أذى (٥).

١١٢ - قوله - عز وجل-: {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا}

أي: أينما وجدوا ولقوا {إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ} يعني: حيثما لقوا غلبوا واستضعفوا وقتلوا ولا يأمنون (٦).

{إِلَّا بِحَبْلٍ}، بعهد (٧) {مِنَ اللَّهِ} يعني: إن أسلموا {وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ} محمَّد - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنون يؤدون إليهم الخراج فيؤمنوهم، وفي


(١) سعيد بن مسعدة الأخفش الأوسط كان من أوسع الناس علمًا.
وانظر: "نزهة الألباء" لابن الأنباري (ص ١٣٣).
(٢) في الأصل: لا. والمثبت من (س)، (ن)، ولعلّه الصواب؛ لأن (ما) لنفي الحال. والعبارة كذلك. ينظر: "معاني الحروف" للرمانيّ (ص ٨٨)، "رصف المبانيّ" للمالقي (ص ٣٨٠).
(٣) انظر: "اللباب" لابن عادل الدمشقي ٥/ ٤٧٠، "زاد المسير" لابن الجوزي ١/ ٣٥٦، "التبيان" للعكبري ١/ ١٤٦.
(٤) النبأ: ٢٤ - ٢٥.
(٥) لم أجد قول الأخفش في "معاني القرآن"، وانظر: "معرض الإبريز" لعبد الكريم الأسعد ١/ ٢٩٧، "الفتوحات الإلهية" للجمل ١/ ٥٠٣، "زاد المسير" لابن الجوزي ١/ ٣٥٦.
(٦) في الأصل: يؤمنون. والمثبت من (س)، (ن).
(٧) من (ن).

<<  <  ج: ص:  >  >>