للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يزالا به حتى انصرف، وأسلم، وأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - مناديًا، فنادى: ألا إن كاهن أسلم قد أسلم، فذلك قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ} يعني: الصنم، وقيل: الكاهن.

وقيل: كعب بن الأشرف.

وقيل: حيي بن أخطب (١).

{وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا}

٦١ - {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا}

أي: يعرضون عنك إعراضًا، والفعل نصب بالمصدر (٢)، كقوله تعالى: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} (٣)، وكقوله: {وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} (٤).

٦٢ - {فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ}

يعني: فكيف يصنعون إذا أصابتهم مصيبة {بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ} يعني: عقوبة صدودهم؟ وهذا وعيد وتهديد، وتم الكلام.

{ثُمَّ} ابتداء، يخبر عن فعلهم، يعني: يتحاكمون إلى الطاغوت، ويحلفون بالله، ومعنى قوله: {ثُمَّ جَاءُوكَ} أي: يجيئونك، قيل: أراد


(١) قد تقدم أن الطاغوت: اسم جنس، فيشمل ما ذكر، وغيره.
(٢) في (م)، (ت): وأكد الفعل بالمصدر.
(٣) النساء: ١٦٤.
(٤) الأحزاب: ٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>