للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

(عونك اللهم وتيسيرك) (١)

قال الأستاذ أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي - رضي الله عنه -:

بحمد الله يُفتتح الكلام، وبتوفيقه يُستنجح المطلب والمرام، ونسأله أن يصلي على محمد خير الأنام، وعلى آله البررة الكرام، وأصحابه أنجم الظلام، إنه الملك السلام.

أما بعد، فإن الله أكرمنا بكريم كتابه، وأنعم علينا بعظيم خطابه، فأنزل علينا بفضله ورحمته القرآن، وجعله مهيمنا على الكتب والأديان، أمر فيه بالحكمة وزجر، وأعذر للحجة وأنذر، ثم لم يرض منا بسرد حروفه دون حفظ حدوده، ولا بإقامة كلماته دون العمل بمحكماته، ولا بتلاوته وقراءته دون تدبر آياته والتفكر في بيناته، وتعلم حقائقه ومعانيه، وتفهم دقائقه ومبانيه، فقيض له رجالا موفقين، حتى صنفوا فيه (٢) المصنفات، وجمعوا علومه المتفرقات.

وإني مذ فارقتُ المهدَ إلى أن بلغت الأشدَّ اختلفت إلى طبقات الناس، واجتهدتُ في الاقتباس من هذا العلم الذي هو للدين الأساس، وللعلوم الشرعية الراس، ووصلت الظلام بالضياء، والصباح بالمساء، بعزمٍ أكيد، وجهد جهيد، حتى رزقني الله تعالى


(١) ساقطة من (ش)، وفي (ت): رب يسر وأعن.
(٢) ساقطة من (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>