للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بن أسلم، قال: هو ما جُبِلوا عليه من الشقاوة والسعادة (١).

وقال الحسين بن الفضل: هو الاستعباد الظاهر وليس هذا على القدر؛ لأنه لو قدر عليهم عبادته لما عصوه ولما عبدوا غيره، وإنما هو كقوله تعالى: {وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (٢) (٣) ثم قال: {قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ} (٤)، {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} (٥) ووجه الآية في الجملة أن الله تعالى لم يخلقهم للعبادة خلق جبلة وإجبار، وإنما خلقهم خلق تكليف واختبار، فمن وفقه وسدَّده أقامه للعبادة التي خُلق لها، ومن خذله وطرده حرمه إياها واستعمله لما خلقه له، كقوله - صلى الله عليه وسلم -: "اعملوا فكل ميسر لما خلق له" (٦) والله أعلم.

٥٧ - {مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ} أي: رزقًا و (من) صلةٌ.


(١) انظر: "تفسير سفيان الثَّوريّ" (ص ٢٨٢)، "جامع البيان" للطبري ٢٧/ ١١، "النكت والعيون" للماوردي ٥/ ٣٧٥، "معالم التنزيل" للبغوي ٧/ ٣٨٠، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٧/ ٥٦، "الدر المنثور" للسيوطي ٦/ ١٤٢، "فتح القدير" للشوكاني ٥/ ٩٢.
(٢) النحل: ٧٨.
(٣) لم أجد قوله.
(٤) السجدة: ٩.
(٥) سبأ: ١٣.
(٦) أخرجه البُخَارِيّ عن عمران بن الحصين، كتاب القدر، باب جف القلم على علم الله (٦٥٩٦)، وكتاب التوحيد، باب قوله تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (١٧)} (٧٥٥١)، وأخرجه مسلم عن جابر وعمران بن حصين، كتاب القدر، باب كيفية خلق الآدمي في بطن أمه، وكتابة رزقه وأجله وعمله، وشقاوته، وسعادته (٢٦٤٨ - ٢٦٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>