للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَصُمًّا} لا يسمعون الحق.

{مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ} قال ابن عباس رضي الله عنهما: سكنت (١). وقال مجاهد: طفئت. وقال قتادة (٢): لانت وضعفت. {زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا} وقودا.

٩٨ - {ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا (٩٨)}

فأجابهم الله تعالى.

٩٩ - {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ}

في عظمها وشدتها وكثرة أجزائها وقوتها {قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ} في صغرهم وضعفهم، نظيره قوله تعالى {لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ} (٣) وقوله: {أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (٢٧)} (٤) {وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلًا} أي: وقتًا لعذابهم وهلاكهم {لَا رَيْبَ


(١) أسند إليه الطبري في "جامع البيان" ١٥/ ١٦٨، وابن الجوزي في المرجع السابق تعليقًا، كما أسند إليه الطبري بطريق ابن جريج قال: قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: {كُلَّمَا خَبَتْ} قال: خبوها أنها تسعر بهم حطبًا، فماذا أحرقتهم فلم يبق منهم شيء صارت جمرًا تتوهج، فماذا بدلوا خلقًا جديدًا عاودتهم. ١٥/ ١٦٩. وذكر عن مجاهد مثله.
(٢) قال الحافظ عبد الرزاق: أنبأنا معمر عن قتادة في قوله {كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا} قال: كلما لأن منها شيء. "تفسير القرآن العظيم" لعبد الرزاق ١/ ٣٩٠.
(٣) [غافر: ٥٧].
(٤) النازعات: ٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>