للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٧٩ - {فَتَوَلَّى}

أعرض {عَنْهُمْ} صالح: {وَقَالَ يَاقَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ}.

كانت قصّة ثمود وصالح وعقرهم الناقة وكيفية هلاكهم على ما ذكره ابن إسحاق والسدي ووهب بن منبه وكعب وغيرهم من أهل الكتب (١): أنّ عادًا لمّا هلكت وتقضًّى أمرها عُمِّرت ثمود بعدها واستخلفوا في الأرض فربلوا (٢) فيها وكثروا وعمّروا، حتّى جعل أحدهم يبني المسكن من المدَرَ (٣) فينهدم والرجل منهم حي، فلما رأوا ذلك اتخذوا من الجبال بيوتًا فنحتوها وجابوها وجوفوها، وكانوا في سَعَة من معائشهم، فعتوا على الله وأفسدوا في الأرض وعبدوا غير الله، فبعث الله إليهم صالحًا وكانوا قوما عربًا، وكان صالح من أوسطهم نسبًا، وأفضلهم موضعًا. فبعثه الله سبحانه إليهم شابًّا فدعاهم إلى الله -عز وجل- حتّى شَمِطَ (٤) وكبر لا يتبعه منهم إلاّ قليل


(١) انظر: "جامع البيان" للطبري ٨/ ٢٢٤، "تاريخ الرسل والملوك" للطبري ١/ ٢٦، "البداية والنهاية" لابن كثير ١/ ١٣٠، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير ١/ ٨٩.
(٢) يقال: رَبَل القومُ: كَثُرُوا أَو كَثُر أَولادهم وأَموالهم.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ١١/ ٢٦٣ (ربل).
(٣) المَدَرُ: قِطَعُ الطينِ اليابِسِ.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٥/ ١٦٢ (مدر).
(٤) الشَمَطُ: بياضُ شَعَر الرأسِ يخالط سواده.
انظر: "الصحاح" للجوهري ٣/ ٢٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>