لقد خلَّف لنا الإمام الثعلبي تراثًا علميًا عظيمًا، تمثَّل في أكثر من خمس مئة جزء كما ذكر ذلك تلميذه الملازم له الواحدي (١).
وهذِه المصنَّفات ما هي إلا نتاج العلم الغزير الذي يحمله أبو إسحاق الثعلبي، وهي دليل على أنَّ الإمام الثعلبي قرن العلم بالعمل، والقول بالفعل، فألَّف تلك المؤلفات العظيمة، التي نهل منها طلاب العلم، وأفاد الثعلبي بها الأمة.
وليس ذلك بغريب، على رجلٍ اجتهد في الطلب والتحصيل، فوصل الظلام بالضياء، والصباح بالمساء، بعزم أكيد، وجهد جهيد، حتى رحل الناس إليه من أقاصي البلاد فضلًا عن دانيها.
ولكنَّ هذا التراث العظيم، وهذِه المؤلفات الضخمة، حُرمتْ منها الأمة الإسلامية، فلم يصل لنا منها إلا النَّزْر اليسير.
وغاية ما وصلنا إلى معرفته من مؤلفات الثعلبي ما يأتي:
١ - قصص الأنبياء. المُسمَّى "عرائس المجالس".
وهو مطبوع كاملا، وقد طبع منه أجزاء مفردة لثلاث قصص مطولة ذكرت فيه، هي (قصة شمشون النبي - عليه السلام -، قصة يوسف - عليه السلام -، قصة موسى - عليه السلام -) وقد طبعت هذِه الأجزاء الثلاثة بالقاهرة سنة (١٢٧٩ هـ)